محمد بدير
توقع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، أن ينفذ حزب الله عملية ضد إسرائيل بعد انقضاء فترة الحداد على القيادي فيه عماد مغنية، كاشفاً، من جهة أخرى، عن تقارير استخبارية تفيد بأن عناصر من تنظيم «القاعدة» تسللوا إلى غزة بعد هدم مقطع من الجدار الحدودي بين القطاع ومصر.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يدلين قوله، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، إن «حزب الله كان يرد على ضربات ضده بعمليات ينفذها فقط بعد انقضاء فترة الحداد التي تمتد 40 يوماً». وهو ما دفع بعضو لجنة الخارجية والأمن ورئيس الموساد السابق داني ياتوم، إلى التعقيب على أقوال يدلين بالقول إن «على إسرائيل أن تكون مستعدة أيضاً قبل انقضاء الأربعين يوماً».
وأضاف يدلين أن «الانتقام جزء لا يتجزأ من الثقافة الشيعية. ومن جهة ثانية، يريد حزب الله أيضاً إيجاد قدرة ردع والمس بإسرائيل مساً شديداً». ومع ذلك، يواجه حزب الله، بحسب يدلين، صعوبة كبيرة في التحرك في جنوب لبنان، بسبب نشاط اليونيفيل. «كما أن حزب الله غير معني بمواجهة في لبنان ولا يريد حتى الآن الدخول في جولة ثانية لأنه لم ينته من خطة بناء القوة الخاصة به». وبحسب يدلين، فإن «العمل خارج لبنان غير مريح لحزب الله لأنه لا يريد أن يُنظر إليه على أنه منظمة على غرار القاعدة. وحزب الله لا يريد أيضاً الحرب الأهلية في لبنان لأنه يدرك ما هي نتائجها».
وتطرق يدلين في هذا السياق، إلى «العملية التي نفذها حزب الله» ضد السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس في عام 1992 انتقاماً لاغتيال إسرائيل أمينه العام السابق عباس الموسوي، والعملية ضد مقر الوكالة اليهودية في بيونس أيريس أيضاً في عام 1994.
من جهة أخرى، قال يدلين إن «الثغرة في الحدود عند محور فيلادلفي (بين مصر والقطاع) مكّنت حركة حماس من إعادة نشطائها إلى القطاع الذين خرجوا للتدرب في سوريا وإيران، وبينهم قناصة وخبراء متفجرات، كما أن تنظيم القاعدة نجح في إدخال نشطاء تابعين له إلى القطاع».
وفي الشأن الإيراني، تحدث يدلين بإسهاب عن المشروع النووي الإيراني، وظهر من كلامه أن التقديرات الاستخبارية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، ليست بعيدة كثيراً، كما يمكن أن يُستدل من التقدير الأميركي الذي نُشر في هذا الشأن.
وفي نهاية الجلسة، قال عضو اللجنة عن حزب «كديما»، يوحنان بلسنر، إن «حزب الله على مفترق طرق ولا يستطيع الرد على حرب مفتوحة في كل الجبهات، لأنه يريد أن يُنظر إليه على أنه حزب سياسي لا حزب إرهابي».
على صعيد آخر، كلف رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الفريق غابي أشكينازي، نائبه اللواء دان هرئيل ببحث السبل الكفيلة بتطبيق استنتاجات لجنة فينوغراد، وخاصة «إدارة دفة عملية التنسيق بين الجهات المختصة لإعداد خطة مرسومة في سبيل تطبيق استنتاجات لجنة فينوغراد الحكومية حول حرب لبنان الثانية».
وقد تقرر أن يعمل قادة الأذرع العسكرية على تطبيق هذه الاستنتاجات في خطط العمل الحالية والمستقبلية.