غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

شهيدان في غزة وجنين محاصرة ورامون يتوقع انتهاء سيطرة «حماس» «خلال أشهر»

رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة تهديداتها بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، رداً على استمرار عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع في تجاه البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، حيث استشهد فلسطينيان بينهما مقاوم برصاص قوات الاحتلال.
وقالت مصادر إسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أصدر تعليماته إلى جيش الاحتلال للاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة في غزة وللتعامل مع تداعيات مثل هذه العملية، ودراسة خيارات أخرى لمواجهة الأزمة في المناطق المحيطة بالقطاع.
وبحسب تقرير قدمه باراك إلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، فإن الدولة العبرية «لن ترتدع عن اتخاذ أي وسيلة من شأنها أن تعيد الأمن والهدوء إلى مدينة سديروت وسائر المدن والقرى في المنطقة القريبة من قطاع غزة».
وبلدة سديروت، المقامة على أراضي قرية هوج التي دمرت لدى قيام الدولة العبرية، أكثر البلدات الإسرائيلية في منطقة النقب الغربي المتاخمة للقطاع تعرضاً لصواريخ المقاومة المحلية الصنع. وأقرّ باراك، في تقريره، بأن عمليات إطلاق الصواريخ الفلسطينية لن تنتهي خلال يومين أو أسبوعين، مشيراً إلى أن «نشاطات الجيش تجري ليل نهار باستمرار، وسيصار إلى توسيع رقعتها».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن باراك أمر الجيش ببحث الاستعدادات لتصعيد عسكري في قطاع غزة. وأشارت إلى الأمر يتعلق باستكمال تدريب الوحدات و«إنعاش» الخطط وتعزيز التنسيق بين القوات المختلفة العاملة في الميدان. وأشارت إلى أن باراك أمر بتشديد النشاط العسكري الهجومي البري والجوي على القطاع وزيادة عمليات الاغتيال ضد شخصيات موجودة ضمن «بنك أهداف» مصادق عليه.
بدوره، رأى قائد سلاح الجو الإسرائيلي، إليعيزر شكيدي، أن الوضع في غزة «معقّد ومقلق جداً ويوجب التفكير في مواصلة العمليات داخل القطاع». ورجح زيادة نشاط الجيش الإسرائيلي ضد القطاع، موضحاً أن «استمرار إطلاق الصواريخ يلزم في نهاية المطاف نشاطاً أوسع».
ورأى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حاييم رامون، أن العقوبات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ستضع حداً لسيطرة «حماس» على قطاع غزة. وقال «قد يستغرق الأمر أشهراً أو سنة لكنه لن يدوم».
وقال رامون «لا أحد من أعضاء حماس، بمن فيهم قادتها السياسيون، بمنأى عن العمليات العسكرية الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن «أي فلسطيني ضالع سواء مباشرة أو غير مباشرة في محاولات لقتل مواطنينا، هو من وجهة نظرنا هدف».
ولم يستبعد وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز استيلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على جميع أنحاء قطاع غزة. غير أنه قال «يجب أن يكون ذلك آخر خيار يصار إلى اللجوء إليه».
وقال عضو لجنة الخارجية والأمن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، «لا أفهم لماذا لا يصار إلى تدمير كل مبنى سلطوي وكل مخفر شرطة في غزة»، داعياً إلى «اعتبار كل مسلح فلسطيني مخرباً ووقف تحويل الأموال إلى الجانب الفلسطيني لأنها تصل في نهاية الأمر إلى حماس».
ومن برلين، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت المدن الإسرائيلية قرب قطاع غزة بالأمن. وقال، خلال زيارة المتحف اليهودي في برلين، «سُمح لقواتنا بالتحرك لتغيير الوضع وتمكين سكان سديروت وبلدات إسرائيلية أخرى مستهدفة بالصواريخ الفلسطينية من العيش في أمان».
ميدانياً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية في وزارة الصحة، عن استشهاد مقاوم في «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جراء إصابته بعدة عيارات نارية في مختلف أنحاء جسمه.
وقالت المصادر الطبية إن الشهيد رامي عبد الرحمن كريم (21 عاماً) من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، استشهد بعد اشتباك استمر لأكثر من نصف ساعة تخلله تدخل للطائرات الحربية التي شاركت في إطلاق النار.
وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد المواطن صالح نبهان متأثراً بجراح خطرة أصيب بها قبل أيام، في غارة إسرائيلية على بلدة جباليا شمال القطاع.
إلى ذلك، انتهت أمس أزمة الوفد البحريني، بمغادرته قطاع غزة عائداً إلى مملكة البحرين، من خلال معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وسمحت السلطات المصرية باجتياز الوفد البحريني، الذي يرأسه النائب ناصر الفضالة، معبر رفح، بعدما ظل عالقاً في القطاع لنحو عشرة أيام، رفض خلالها عروضاً بالمغادرة من خلال معبر كرم أبو سالم (كيروم شالوم) التجاري الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، سمحت السلطات المصرية بعودة المئات من المصريين والفلسطينيين العالقين على جانبي الحدود من العودة إلى منازلهم، من خلال بوابة صلاح الدين، بينهم نحو 226 فلسطينياً هددوا أخيراً بحرق أنفسهم إن لم تتم إعادتهم إلى القطاع بعد أسابيع من الإقامة في نادي شباب العريش بغرض السماح لهم بالسفر إلى دول عربية وأجنبية.
وفي شأن المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية، قال القائد في حركة «حماس»، أيمن طه، إن هناك اتصالات مع الجانب المصري حول المعتقلين لدى أمن الدولة، الذين تم اعتقالهم داخل الأراضي المصرية بعد اجتيازهم للحدود في الفترة الأخيرة.
وفي الضفة الغربية، فرضت سلطات الاحتلال حصاراً مشدداً على مدينة جنين ومخيماتها للمرة الأولى منذ نحو عام، وذلك في أعقاب وجود إنذارات استخبارية بشأن نية عناصر فلسطينية من حركة «الجهاد الإسلامي» تنفيذ عمليات استشهادية داخل إسرائيل.
وقال مواطنون وشهود لـ«الأخبار» إن قوات الاحتلال عززت من إجراءاتها الأمنية على مداخل المدينة، وإن هذه الإجراءات الأصعب منذ أكثر من عام، معربين عن خشيتهم من أن تقدم قوات الاحتلال على عملية عسكرية في المدينة.

نفت الولايات المتحدة أمس أن تكون وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس ستزور الأسبوع المقبل إسرائيل والأراضي الفلسطينية كما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع. وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك، إن «رايس ستزور أفريقيا مع الرئيس بوش الأسبوع المقبل». وأوضح أن رايس لم تقرّر قطع زيارتها الأفريقية للتوجه إلى الشرق الأوسط «ولا مشروع من هذا النوع»