strong> علي حيدر
أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأنّ تل أبيب تعهدت تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بموافقتها على خريطة الطريق، إلّا أنّه أوضح أن الضمانات التي قدمها الرئيس الأميركي جورج بوش في رسالته في عام 2004 لرئيس الوزراء السابق أرييل شارون، في ضرورة الاعتراف بـ«الواقع الديموغرافي» في الضفة، تسمح للدولة العبرية بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية القائمة «من دون إقامة مستوطنات جديدة ومن دون مصادرة أراضٍ يملكها فلسطينيون».
ورأى أولمرت أن أي اتفاق تسوية دائم مع الفلسطينيين ينبغي أن يضمن بأن تكون مستوطنة «معاليه أدوميم (في الضفة الغربية) جزء لا يتجزأ من القدس ومن دولة إسرائيل».
وفي السياق، قال نائب أولمرت، حاييم رامون، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، إن إسرائيل قد تبدأ حملة على المواقع الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، تتزامن مع زيارة بوش إلى المنطقة الأسبوع المقبل، إلّا أنّه أكد في الوقت نفسه أن الحملة ستركز على البؤر الواقعة شرقي جدار الفصل، مشيراً إلى أنّ الوقت قد حان لتحديد جدول زمني لإخلاء البؤر الاستيطانية.
في هذا الوقت، أكد بوش، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشرت أمس، أن على إسرائيل احترام التزاماتها في مجال إزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية، وهذا ما «نتوقعه منها»، مكرّراً موقفه من الإبقاء على الكتل الاستيطانية الكبرى ضمن السيطرة الإسرائيلية، لكنه حرص على أن هذه الكتل تختلف عن المستوطنات غير المرخصة وأنه كان واضحاً جداً في هذه المسألة.
ورفض بوش فكرة فرض الحل على الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلاً إن أي أمر يفرض عليهم لن يصمد وإنه «يجب أن تنضج الظروف حتى يختار الناس السلام». ولفت إلى «أننا نريد أن يصمد هذا الاتفاق عبر المفاوضات والنية الصادقة»، وخصوصاً أنّ لمحمود عباس وأيهود أولمرت جمهور من الناخبين «يجب عليهما الوقوف أمامه»، مشيراً في هذا السياق إلى أن «الرأي العام في الجانبين شكاك، وأنا أعتقد أن رئيس الولايات المتحدة يستطيع المساعدة بذلك». وعبر سيّد البيت الأبيض عن اعتقاده بإمكان التوقيع على اتفاقية سلام شاملة قبل نهاية ولايته، وأوضح أنه يسعى «لأن يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون على الطاولة ويوقعوا على ورقة تتحدث عن صورة الدولة الفلسطينية»، مشدّداً على أنّ أحد أسباب زيارته للمنطقة هو تذكير الطرفين بأن عليهما أن يعملا لتحقيق ذلك.
وتوجه بوش للجمهور الإسرائيلي بالقول إن «حل الدولتين هو المصلحة الأمنية البعيدة المدى لإسرائيل»، وإن هناك عملاً شاقاً جداً ينبغي أن يقوم به القادة الفلسطينيون والإسرائيليون. ووجه رسالة طمأنة للإسرائيليين بأنهم «لن يكونوا مضطرين للتسليم بوجود دولة إرهابية» على حدود دولة إسرائيل، وأن هناك طريقة للتوصل إلى تسوية بمساعدة الولايات المتحدة حيث سيتمكن الفلسطينيون من تحقيق حلم الدولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب. إلّا أنّه أكّد أنّه ينبغي أن يكون للفلسطينيين مؤسّسات تنشر الاستقرار وأن هذه مسألة يصعب القيام بها.