نفت إسرائيل، أوّل من أمس، أن تكون لديها النيّة في الإفراج عن أمين سرّ حركة «فتح» في الضفة الغربية، مروان البرغوثي، في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المأسور في قطاع غزّة منذ 25 حزيران 2006.ويأتي النفي بعدما كان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي قد قال السبت الماضي إنّ اسم البرغوثي قد يكون على لائحة المعتقلين الفلسطينيين الذين يمكن أن تفرج عنهم إسرائيل في مقابل شاليط. وأضاف، في حديث إلى الإذاعة العامّة الإسرائيلية، «في الماضي، أفرجنا عن إرهابيين أياديهم ملطّخة بالدماء، والبرغوثي قد يكون على لائحة المعتقلين الذين قد نقوم بمبادلتهم»، مشيراً إلى أنّ «الحقيقة قاسية، وهناك الكثير من الإرهابيين القتلة في سجوننا، لكنّنا مستعدّون لبذل الكثير من أجل استعادة جلعاد».
ونقلت تقارير إعلاميّة عبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله، عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيليّة، أول من أمس، إنّ «ثمّة مفاوضات جارية للإفراج عن جلعاد شاليط، لكن إطلاق سراح البرغوثي ليس مطروحاً». وذلك بعدما كان عدد من الوزراء، بينهم المكلّف شؤون الأمن الداخلي آفي ديختر، قد عبّروا خلال الاجتماع عن رفضهم الإفراج عن البرغوثي نظراً لـ«خطورة الجرائم» المتّهم بها.
ونفى ديختر أن يكون قد طلب من جهاز الأمن العام عقد لقاء مع البرغوثي. وقال، في تصريحات إلى الإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية «لم ألتق البرغوثي منذ سجنه» عام 2002.
وفي السياق، اتّهم عضو المجلس الوزاري المصغّر، وزير البنية التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعزر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنّه أحبط عمليّة الإفراج عن البرغوثي. وقال، لإذاعة صوت الجيش الإسرائيلي («جالي تساحال»)، إنّ سبب عدم الإفراج عنه لم يكن الرفض الإسرائيلي، بل مخاوف عباس من تعاظم قوته.
وأضاف بن أليعزر أنّ «الزعماء في كل العالم يخشون خصومهم السياسيّين القابعين داخل السجون، والرئيس الفلسطيني ليس استثناء عن هذه القاعدة»، مشيراً إلى أنّ عبّاس يخشى منافسة البرغوثي له على قيادة الفلسطينيين، «لذلك منع خروجه إلى الحرية وعودته إلى اللعبة السياسية».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ «سبب تأييد بن أليعزر الحاسم لإطلاق سراح البرغوثي هو تعثّر عملية السلام الجارية مع عبّاس العاجز عن قيادة عملية تؤدي إلى حل نهائي». وزكّت ذلك بقوله: «سبب قتالي على مدار 24 ساعة من أجل إطلاق سراح مروان البرغوثي هو رغبتي في إيجاد شخص قادر على الجلوس معنا والتوصّل إلى حلّ دائم».
زوجة الزعيم الفتحاوي، فدوى البرغوثي، نفت ادّعاءات بن أليعزر عن تقاعس محمود عباس في المطالبة بالإفراج عن زوجها. وقالت، في تصريحات صحافية، إنّ «الرئيس (عباس) في كلّ مرة يؤكّد على ضرورة الإفراج عن كل الأسرى وعلى رأسهم مروان».
وكانت فدوى قد قالت، في تصريحات إلى القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إن «الإعلام والمسؤولين الإسرائيليين يثيرون كل مرّة قضية الإفراج عن مروان البرغوثي، ولكن في النتيجة مروان ما زال في السجن منذ 6 سنوات».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)