رام الله، غزة ــ الأخبار
«حماس» تشنّ هجوماً على عباس: كذاب ويقود إجراماً في قطاع غزة

استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت نتائج الجولة الأولى من مفاوضات الوضع النهائي التي بدأت في القدس المحتلة أمس، ليقلّل من إمكان التوصّل إلى اتفاق سلام نهاية العام الجاري، في وقت شنت فيه «حماس» حملة شرسة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رافضة التفاوض مع إسرائيل.
والتقى رئيسا وفدي التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني، تسيبي ليفني وأحمد قريع، أمس في القدس المحتلة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عقب انتهاء المحادثات، إن «الاجتماع استمر ساعتين وجرى في جو جيد وبناء». وأضاف أن الجانبين «ناقشا القضايا الأساسية واتفقا على مواصلة هذه المحادثات بشكل مكثف».
بدورها، قالت ليفني إن «من غير المرجح أن يكشف عن تفاصيل المحادثات». ونقل مكتب ليفني عنها قولها إن «التجارب السابقة أظهرت أنه عندما تجري المحادثات تحت الأضواء، فإنها تؤدي إلى تشدد المواقف، وتحريف الأمور التي تقال وراء الأبواب المغلقة. كما تؤدي إلى تزايد التوقعات وخيبة الأمل التي تفضي في النهاية إلى العنف».
ولكن، فيما كان الجانبان يجريان المحادثات، حذّر أولمرت من إمكان عدم التوصل إلى اتفاق. ونقل مسؤول حكومي عن أولمرت قوله، أمام لجنة العلاقات الخارجية والأمن في الكنيست: «لست واثقاً من أن بإمكاننا التوصل إلى اتفاق، ولست واثقاً من أن بإمكاننا تطبيقه». إلا أنه قال: «سأحاول حتى لا أرتكب خطيئة بحق واجبي». وأضاف: «إن المعارضة وزعيمها يريدون أن يبقوا على الوضع الراهن بأي ثمن... وأقول إن هذا أمر خطير وغير مسؤول ويحمل الكثير من المغامرة». وأوضح أن «من يحاول الإبقاء على الوضع الراهن دون التقدم إلى الأمام، سيضطر غداً إلى التفاوض مع حماس في الضفة الغربية، وفي جو دولي لن يكون فيه ذرة تفهم لاحتياجات إسرائيل الأمنية».
وكان أولمرت يشير بذلك إلى زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، الذي من المرتقب أن يلتقيه اليوم، في وقت أعلن فيه نيته ضمّ حزب «يهوديت هتوراه» إلى ائتلافه الحاكم.
وفي ما يتعلّق بالوضع في غزة، قال أولمرت إن إسرائيل ستواصل القيام بما تراه مناسباً.
وشدّد على أن «إسرائيل تحتفظ بحريتها الكاملة للتصرف في حربها على الإرهاب في الضفة الغربية وقطاع غزة، وترفض أي انتقاد فلسطيني بهذا الشأن». كما حذر من أن «أي عمل إرهابي يُنَفَّذ، يمكن أن يقود إلى تدمير العملية التي نعمل على بنائها مع الفلسطينيين».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك توصل إلى اتفاق مع قادة حركة الاستيطان ينص على إخلاء 18موقعاً استيطانياً عشوائياً في الضفة الغربية سلمياً.
وذكرت الصحيفة أن مصادر مقربة من باراك حذرت من أن عزم أولمرت «الطائش» على إخلاء موقع استيطاني بالقرب من رام الله بالقوة قد يعرض الاتفاق للخطر. ورد مقربون من أولمرت بالقول إن الاتهامات لرئيس الوزراء «لا تحتمل».
وقال مقربون من باراك إن وزير الدفاع غاضب مما نسب إلى مصادر مقربة من أن رئيس الوزراء مرتاب من التفاهم بين باراك والمستوطنين. وأضافوا أن «أولمرت يتصرف بالطيش نفسه الذي ميز سلوكه خلال حرب لبنان الثانية». وتابعوا أن أولمرت «يعرض للخطر الجهود الهادفة إلى إخلاء من دون عنف».
في المقابل، هاجم المتحدث باسم حركة «حماس»، سامي أبو زهري، لقاء ليفني وقريع، وقال إنه «محكوم بالفشل في ظل استمرار الجرائم والسياسات الصهيونية المتعنتة بحق شعبنا». وأضاف أن «حماس» ترى أن «هذا اللقاء وما يماثله من لقاءات يوفّر غطاءً للاحتلال للمضي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني التي كان آخر أمثلتها ثلاثة من الشهداء بعد استهدافهم بطائرات الاحتلال». وطالب «قريع وفريق رام الله بوقف هذه اللقاءات والمتاجرة المجانية بالدم الفلسطيني والحقوق الفلسطينية».
بدوره، وصف النائب عن حركة «حماس»، يحيى موسى، الرئيس عباس بـ«الكذاب الأشر»، رداً على اتهام الأخير لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بأنه «كذاب» في خطابه أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير مساء أول من أمس في مدينة رام الله.
وقال موسى إن «عباس لم يعد معنياً بشعبه، ووضع نفسه جزءاً من عصابة تقوم بحياكة المؤامرة على الشعب الفلسطيني، وأصبح يقود إجراماً في قطاع غزة المحاصر، في الوقت الذي لا تعاني فيه حركة فتح من الحصار فعلياً، وقياداتها وأبناؤها لهم حرية التنقل بين الضفة والقطاع».
وكان عباس قد شن هجوماً عنيفاً على حركة «حماس» في حديثه عن سيطرتها بقوة السلاح على القطاع في حزيران الماضي، واصفاً مشعل بأنه «كذاب» لنفيه تخطيط «حماس» لاغتيال الرئيس الفلسطيني بواسطة أنفاق أرضية في غزة.
وفيما تستعد حركة «حماس» وفصائل فلسطينية، بمشاركة شخصيات عربية وإسلامية، لعقد مؤتمر وطني في دمشق في 23 من الشهر الجاري، لمناقشة التطورات في الساحة الفلسطينية وسبل ترتيب البيت الفلسطيني، أعلنت الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني، مقاطعتهم للمؤتمر.
وبررت الفصائل موقفها من المؤتمر بأنها «لا تريد المشاركة في مؤتمر يعزز الانقسام الداخلي على حساب الوحدة الوطنية». وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول: «إن المؤتمر كان يجب أن يقوم بمواجهة مخاطر أنابوليس، وقد انتهى المؤتمر وتحددت معالمه، ويجب أن تصار مجموعة فعاليات في مواجهة النتائج المحتملة، وبالتالي لم تعد هناك ضرورة للمؤتمر كما كان في حينها». وأضاف: «أعتقد الوظيفة للمؤتمر قد اختلفت، وبالتالي للجبهة رأي في ذلك».
وفي السياق، أعلن القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين»، محمد عبد العال، أن الألوية «قررت المشاركة بمؤتمر دمشق بوفد رسمي ممثلاً عنها من خارج فلسطين للمرة الأولى منذ تأسيسها».



عباس لم يعد معنياً بشعبه، ووضع نفسه جزءاً من عصابة تقوم بحياكة المؤامرة على الشعب الفلسطيني، وأصبح يقود إجراماً في قطاع غزة المحاصر، في الوقت الذي لا تعاني فيه حركة «فتح» من الحصار فعلياً، وقياداتها وأبناؤها لهم حرية التنقل بين الضفة والقطاع