مهدي السيد
جنرالات الاحتلال يترقّبون تقرير «فينوغراد»

أقرّت إسرائيل، على لسان رئيس حكومتها إيهود أولمرت، بدخول «القاعدة» على خط المواجهة من البوابة اللبنانية، وبتضاعف القوة الصاروخية لحزب الله، والتي يرتبط أمر استخدامها برغبة الحزب «غير المتوافرة في هذه الأثناء» نتيجة للحرب الأخيرة.
وحمّل أولمرت «جماعات إرهابية دولية مسؤولية إطلاق صاروخين من لبنان على إسرائيل الأسبوع الماضي». ونقل مسؤول إسرائيلي عن أولمرت قوله، أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست، «لدينا معلومات أن من نفّذ هذا الهجوم هو منظمات إرهابية دولية غير مرتبطة مباشرة بالمنظمات الإرهابية داخل لبنان». وقال المسؤول إنه يعتقد بأن هذه الجماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وأضاف أولمرت «إن إطلاق الصواريخ أمر مزعج، ونحن ندرس انعكاساته والرد المناسب عليه، ولكن ذلك ليس مرتبطاً بالضرورة بالواقع الداخلي في لبنان». وأضاف: «لا نعتقد بأن هذا النوع من الحوادث سيتكرر».
وتعليقاً على الكلام الذي أدلى به وزير الدفاع إيهود باراك، قبل أسبوع، والذي تطرّق فيه إلى تسلّح حزب الله، قال أولمرت إن «صواريخ حزب الله كانت ستتضاعف في جميع الأحوال، والمسألة لا تتعلق بوجود هذه الصواريخ، بل بوجود الرغبة بإطلاقها». وبحسب أولمرت، فإن حزب الله لا يرغب الآن بإطلاقها، وهذا يعود في تقديره إلى نتائج الحرب، التي «حققنا فيها إنجازات كبيرة في الشمال، وحبذا لو أن الوضع السائد في الشمال يسود في الجنوب أيضاً»، في إشارة إلى قطاع غزة.
في هذا الوقت، تتواصل حالة الترقب في أوساط الجيش الإسرائيلي، استعداداً لتلقّي صدمات التقرير النهائي للجنة فينوغراد، المتوقع نشره آخر هذا الشهر. وأشارت صحيفة «معاريف» إلى السؤال الكبير الذي يطرحه في هذه الأيام عدد غير قليل من الضباط الكبار، يتعلق بمستقبل أصحاب المناصب الأساسية في الحرب، الذين لا يزالون في الجيش الإسرائيلي. فعلى الرغم من أن اللجنة التزمت في الحقيقة بعدم نشر «استنتاجات شخصية»، إلا أن مصادر عسكرية تعتقد بأن رئيس الأركان غابي أشكنازي، سيضطر لاتخاذ خطوات بحق ضباط ستحدد اللجنة، بما لا يقبل التأويل، أنهم فشلوا في مهماتهم.
تجدر الإشارة إلى أنه بقي حالياً في الجيش ضابطان رفيعا المستوى فقط، برتبة لواء، ممن كانوا يشغلون منصباً متقدماً في الحرب، ومن المحتمل أن يتضررا من التقرير. الأول هو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يدلين. والثاني هو القائد الحالي للجبهة الشمالية، اللواء غادي ايزنكوت، الذي خدم خلال عدوان تموز كرئيس شعبة العمليات.
كذلك فإن اثنين من قادة الفرق الأربع التي شاركت في الحرب ـــــ العميد غال هيرش والعميد إيرز تسوكرمان ـــــ ينتظران بتوتر كبير نتائج التقرير، ولكنهما يقومان بذلك وهما مدنيان، بعدما استقالا من الجيش من تلقاء نفسيهما. وفي مقابل ذلك، من المفترض أن يؤثر التقرير على مسار الحياة المهنية لقائد الفرقة 162 في الحرب، العميد غاي تسور، الذي عُيِّن قائداً لقاعدة التدريبات في تساليم، وقائد تشكيل القوة النارية في الحرب، العميد أيال آيزنبرغ.
إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست وجهت دعوات إلى «المؤسسة الأمنية للكشف، أمام أقارب الجنود المخطوفين في لبنان، عن حقيقة مصيرهم كاملة».