غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

4 شهداء في الضفة والقطاع و«حماس» تطلق «حمم الحصار» وتهدّد باستئناف العمليات الاستشهادية


لم تكتف إسرائيل بالقتل اليومي الممارس في غزة، الذي حصد أمس 3 شهداء، إضافة إلى رابع في الضفة الغربية، فعمدت إلى إحكام طوق الحصار على القطاع، حيث أغلقت كل المعابر، مانعة وصول أي مواد إغاثية، وهو ما اشتكت منه هيئة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فيما توعّدت «حماس» باستئناف العمليات الاستشهادية.
وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمس، أن إسرائيل أغلقت معابر غزة أمام كل السلع، باستثناء ما يعرف «بالحالات الإنسانية» التي يجب أيضاً أن تحصل على تصريح مسبق من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وأضاف: «من غير المتصور أن نفتح المعابر للفلسطينيين ونغامر بأرواح شعبنا. هذه إشارة لحماس بأنها بحاجة إلى التفكير في ما إذا كانت تريد استمرار هذا الموقف». واستطرد قائلاً: «إذا نقص الحليب في غزة، فسيطلب من الوزير الموافقة على شحنة حليب وستدخل».
وذكرت «الأونروا» أن إسرائيل لم تسمح بإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، كما اعتادت أن تفعل. وقال المتحدث باسمها، كريستوفر جانيس: «غزة مغلقة تماماً. هذا سيزيد الموقف الذي ينذر بكارثة». وأضاف أن «الوكالة التابعة للأمم المتحدة تخزن إمدادات داخل غزة تكفي شهرين، لكن إذا استمر إغلاق القطاع، فستبدأ المخزونات في النفاد»، مشيراً إلى أن حصص الأمم المتحدة تغطي فقط جزءاً من الطعام الذي يحتاج إليه الفلسطينيون.
إلى ذلك، استشهد 3 فلسطينيين، بينهم مقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وطفل، في عملية اغتيال إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين، شمال القطاع.
وقصفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ واحد سيارة تقل مقاومين في كتائب القسام في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد المقاوم إسماعيل رضوان (22 عاماً)، والطفل محمود رمضان البرش (16 عاماً)، الذي صودف وجوده في مكان الجريمة.
كما استشهدت هنية عبد الجواد (52 عاماً) وجرح 46 فلسطينياً في قصف استهدف وزارة الداخلية. وقال شهود عيان إن المبنى المكون من خمس طبقات دمر كلياً، إضافة إلى أضرار جسيمة في عدد من الشقق السكنية والمنازل المجاورة.
في المقابل، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون باتجاه البلدات والمواقع الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وأعلنت «كتائب القسام» أنها قصفت بلدات ومواقع إسرائيلية محاذية لقطاع غزة بـ 139 صاروخ «قسام»، خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضمن عملية أطلقت عليها «حمم الحصار».
وهدّدت حركة «حماس» باستئناف الهجمات التفجيرية والاستشهادية داخل إسرائيل رداً على «المجازر الصهيونية المتواصلة» في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحركة، حماد الرقب، إن «لم يتوقف نزف الدماء في غزة والضفة فسيكون نزف مماثل في ديزنكوف وتل أبيب».
وحذر من أن «الجرائم الأخيرة للصهاينة واستمرارهم في حصار غزة، مما لا شك فيه ستكون له ردة فعل تدفع المقاومة للجوء إلى العمليات العسكرية التي تعيد توازن الرعب بوضوح إلى المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948».
وقالت مصادر أمنية ومحلية في بلدة خزاعة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أنهت أمس عملية تفكيك موقع عسكري كبير، يضم مهبطاً للطائرات، بمحاذاة خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرق البلدة. وأكدت أن كثافة الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها فصائل المقاومة أخيراً، اضطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تفكيك الموقع العسكري.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن باراك أصدر تعليماته للجيش بتنفيذ مزيد من عمليات اغتيال «المخربين»، واستكمال الاستعدادات لعملية برية واسعة في قطاع غزة. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن باراك تجوّل بمحاذاة الحدود مع قطاع غزة، وأمر بتشديد الضغط المدني والعسكري على القطاع. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بضرب أهداف تابعة لحركة «حماس» امتنع حتى الآن عن استهدافها، من بينها منشآت وبنى تحتية في عمق القطاع. كما أنه سيوسع نطاق الاغتيالات وسط المسؤولين عن إطلاق الصواريخ، بدءاً من المصنعين، وصولاً إلى المطلقين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أيضاً إن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، قام بزيارة «صامتة» إلى بلدات محيطة بقطاع غزة. وقال لسكان سديروت وبلدات أخرى إنه «يشعر بالألم نفسه الذي يعانيه السكان جراء تساقط الصواريخ عليهم».
وفي السياق، قالت صحيفة «هآرتس» إن الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» لاحظا خلال الأسبوع الماضي حصول تطور معين في عمليات إطلاق الصواريخ من جانب «حماس». وأوضحت أن بعض الصواريخ تُخفَى داخل الأرض وتُطلق من خلال ربطها بساعات توقيت، الأمر الذي يجعل من الصعب استهداف الأشخاص المسؤولين عن إطلاقها، ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن «حماس» تعلمت هذه التقنية من حزب الله.
وفي الضفة الغربية، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي القيادي في كتائب شهداء الأقصى أحمد سناكرة (22 عاماً) خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن أكثر من خمسين آلية عسكرية إسرائيلية اجتاحت المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، وفرضت عليه حظر التجول، وأن جنود الاحتلال حاصروا حي القرعان والمنزل الذي كان فيه سناكرة، المطارد من قوات الاحتلال منذ سنوات، وأطلقوا صوبه النار بكثافة، ما أدى إلى استشهاده.
إلى ذلك، تظاهر مئات الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق منددين بـ«شلالات الدم في غزة». وحمل المتظاهرون رايات حركة «حماس» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة» ومجسم صاروخ «قسام»، ولفّ بعضهم جبينه بعصبة خضراء كتب عليها «لا إله إلا الله»، وكتب على بعض اللافتات «لا للتوطين لا للتعويض لا للاستسلام».

الجرائم الأخيرة للصهاينة، واستمرارهم في حصار غزة، مما لا شك فيه، ستكون له ردة فعل تدفع المقاومة للجوء إلى العمليات العسكرية التي تعيد توازن الرعب بوضوح إلى المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948