strong>علي حيدر
أثارت صورة قلادة الجندي الإسرائيلي، رون مشيح، التي نشرتها جريدة «الأخبار» أمس، ردود فعل إعلامية واسعة في الدولة العبرية، حيث تنقلت بين مختلف المواقع الإلكترونية التابعة للصحف الرئيسية وعلى شاشات التلفزة، فيما حذّر معلقون من دعوات وزراء إلى تصفية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

تلقفت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورة قلادة الجندي رون مشيح، الذي قالت والدته: «عندما سمعت هذا الصباح من ضابطة المصابين في الجيش عن وجود قلادة ابني بدأ قلبي بالخفقان». وأضافت: «عندما تحدث نصر الله في خطابه عن وجود أشلاء لجنود من الجيش الإسرائيلي بحوزته صليت كي لا يكون لهذا الأمر علاقة بنا». ونقلت عن الجيش قوله لعائلتها إن «رون دُفن كاملاً»، وهو ما يشير إلى أنها لم تطلع على جثة ابنها عندما دُفن.
وقال شقيق رون، موطي، لموقع «يديعوت أحرونوت»: «وفقاً لما هو معروف لنا، القلادة بقيت في الميدان، ومن المحتمل أن تكون قد بقيت أمور أخرى نتيجة للانفجار الذي حصل هناك». وأضاف: «من الواضح لي أنه إذا استجابت العائلات الثكلى لكلام نصر الله، فسيشجعه هذا الأمر على الاستمرار. وينبغي لنا تجاهله وعدم لعب لعبة نصر الله».
وفي السياق، أقرّ الحاخام العسكري الرئيسي السابق، العميد يسرائيل فايس، تعليقاً على كلام الأمين العام لحزب الله، بإمكان بقاء أشلاء جثث جنود من الجيش الإسرائيلي في لبنان رغم «الجهود البطولية، ومن ضمنها تعريض حياة الجنود الآخرين للخطر، في سبيل استعادة الجثث ودفنها في إسرائيل».
ورفض فايس التعليق بشكل محدد على أشلاء جثث الجنود الـ 119 الذين قُتلوا خلال حرب لبنان الثانية. وقال: «على أي حال، هناك العديد من الحالات التي أُجبرت فيها الحاخامية العسكرية على ترك بقايا الجنود خلفها على أرض المعركة خوفاً من ان يُعرض إخلاؤهم حياة الجنود لخطر جدي». وأضاف: «في بعض الحالات، تعرض الجنود للقتل من دون أن يكون بحوزتنا كامل جثة الجندي. وكانت هناك حالات كنا نمتلك فيها فقط الساقين، وهذا يكفي للتأكد من مقتل الجندي طبقاً للشريعة اليهودية».
إلى ذلك، أثارت الدعوات إلى اغتيال نصر الله تعليقات صحافيين إسرائيليين تناولوا المسألة من زاوية الجدوى وقدرة تل أبيب على القيام بذلك. ورأى المعلق الدائم في صحيفة «جيروزالم بوست»، يعقوب كاتس، أن «القضاء على نصر الله قولاً أسهل من الفعل»، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب توافر عدد من العوامل لكي يتحقق نجاحه، منها «استخبارات عالية الدقة لتحديد مكانه وتقليص خطر إصابة الأبرياء في المحيط، وأخيراً تقويم نتيجة الاغتيال».
وأضاف كاتس أن «من الصعب الحصول على معلومات استخبارية وثيقة على هذا الصعيد»، مستعيداً المحاولات التي قام بها الجيش الإسرائيلي خلال عدوان تموز لاغتيال نصر الله. ورأى أن «المشكلة الثانية تكمن في تداعيات الاغتيال لجهة رد حزب الله عليه بحيث تجد إسرائيل نفسها في صراع جديد مع المنظمة، وحالياً هذا ليس من مصلحتها، وخصوصاً في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل عملية محتملة وواسعة الناطق في قطاع غزة».
والتقى محلل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، مع كاتس في مقاربته لخطورة تداعيات الاغتيال، مشيراً إلى أن «إسرائيل لن تخاطر باستهداف نصر الله لأنها ستفتح حرباً» إن فعلت ذلك. وبحسب بن دافيد، فإنه لا أحد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يدرس الأمر بجدية في الوقت الراهن.
وأكد كبير المحللين في القناة الثانية، أمنون عمراموفيتش، الخشية الإسرائيلية من الثمن المترتب على خطوة بحجم اغتيال نصر الله، مذكراً بما تعرضت له إسرائيل في أعقاب اغتيال الأمين العام السابق للحزب، عباس الموسوي.