حيفا ـ فراس خطيب
قبل أيّام من صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد حول تقويم أداء المؤسّستين العسكرية والسياسية خلال عدوان تموز 2006، قرّرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس البدء بنشر محاضر تروي تفاصيل غير منشورة سابقاً، تتضمّن فضائح جديدة تُضاف إلى سلسلة الإخفاقات التي انتابت السلوك الإسرائيلي في اليومين الأخيرين من الحرب، تحديداً ما رافق عمليّة اتخاذ قرار الاجتياح البرّي للجنوب اللبناني، حيث انتهت «أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر».
وشملت المحاضر محادثات رئيس الوزراء إيهود أولمرت، التي سبقت العملية البرّية الواسعة في الستين ساعة الأخيرة قبل قرار وقف إطلاق النار في 14 آب 2006، وحصيلتها أنّه رأى، و«بتشجيع غير مباشر من موظّفين في الإدارة الاميركية»، أنّ العملية البرّية الواسعة خيار «إجباريّ» لإسرائيل.
كما كشفت الصحيفة أنَّ المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة حينها، جون بولتون، أبلغ نظيره الإسرائيلي داني غيليرمان، قبل التصويت على قرار مجلس الامن رقم 1701، أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، بموافقتها على القرار، «تبيع إسرائيل للأوروبيّين»، حسبما قاله غيليرمان لمسؤول في الخارجية الإسرائيلية.
وعادت الصحيفة إلى الساحة الداخلية الإسرائيلية، وتحديداً إلى حديث دار بين أولمرت ووزير دفاعه الذي استقال في ما بعد، عامير بيرتس، حيث خاطبه رئيس الحكومة بالقول: «لا أريد أن أفشل»، وذلك يوم الجمعة في 12 آب، في اليوم الذي أمر خلاله أولمرت بالخروج إلى العملية البرية الواسعة.
وذكرت الصحيفة أنّ أولمرت كان متخوّفاً من فشل العملية، وقال لبيرتس «سنكون أبطالاً ليومين في عيون الجمهور الإسرائيلي ومن بعدها سنكون أغبياء». وتابع «أنا أفضّل أن نكون أبطالاً لا أغبياء»، ما يعكس تردّداً إزاء الاجتياح من عدمه.
وذكرت «يديعوت» أنَّ محاضر المحادثات، الموجودة حالياً في حوزة أعضاء لجنة فينوغراد تظهر أن أولمرت، «من خلال تشجيع غير مباشر من جانب موظّفين في الإدارة الأميركية»، وصف العملية العسكريّة الواسعة بأنها «خطوة إجبارية من أجل إنهاء الحرب بقرار دولي إيجابي لمصلحة إسرائيل، ومنع حزب الله من الاستمرار بإطلاق النار بعد قرار مجلس الأمن».
وعن تفاصيل اتخاذ القرار 1701، فإنّ الصحيفة أكّدت أنه في 11 آب، وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية برقيّة موقعة من نائب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني كارمون، كتب فيها «لقد قال بولتون لغيليرمان إنّ رايس أخذت على عاتقها موضوع المفاوضات، وهي مشاركة بكلّ تفاصيله». وأضاف، في الرسالة، «لقد وصف بولتون بأسف وضعاً خضع فيه الفرنسيون للمطالب العربيّة. الولايات المتحدة ليست مستعدّة للتنازل عن التحالف المقدّس مع الأوروبيّين». وقد فضّل غيليرمان ألا تُنقَل كل تفاصيل المحادثة التي دارت بينه وبين بولتون في البرقية، وأبلغ المدير العام لوزارة الخارجية في تل أبيب أهرون ابراموفيتش شفهيّاً أنّ بولتون قال له (لغيليرمان): «رايس تبيع إسرائيل للأوروبيين».