هآرتس ــ عكيفا إلدار
إذا ما سلِم إيهود أولمرت من تقرير فينوغراد، فسوف يكون مديناً بذلك للمحللين الذين بنوا على مدى أشهر قصة العملية البرية خلال الستين ساعة الأخيرة من الحرب. شعب إسرائيل حبس أنفاسه أمس (الأربعاء)، متوقعاً أن يستمع إلى القاضي إلياهو فينوغراد وهو يتهم رئيس الحكومة بالمسؤولية المباشرة، أو على أقل تقدير غير المباشرة، عن مقتل 33 جندياً. والكبش السمين للستين ساعة الأخيرة بدّد الكثير من هواء أشرعة الاحتجاج، ومكّن علاقاته العامة من تحويله من لاعب رئيسي في قصة الفشل إلى شخصية تراجيدية، وتقريباً ضحية. القصة تحوّلت دفعةً واحدة من الورقة الرابحة للمعارضة في الكنيست وخارجه إلى تلفيقة رائدة للائتلاف.
حجم التوقع كحجم الخيبة. عندما يتوقع شعب كامل أن يقرأ في التقرير السطر الذي يحدد أن أولمرت أرسل جنوداً إلى معركة لم يعودوا منها من أجل إنهاء الحرب مع «صورة انتصار»، فمَن الذي يلتفت إلى السطور التي تحدّد أنه هو من دفع إلى حرب مستمرة، وهو بنفسه بادر إليها، من دون أن يحقق انتصاراً على منظمة تُعدّ بضعة آلاف مقاتل.
من الذي انتبه إلى أن لجنة فينوغراد ضمّنت تقريرها النهائي استنتاجات شخصية، وكيف؟ اللجنة تشدّد على النظر إلى جزءي التقرير، المرحلي والنهائي، بوصفهما «يكمل أحدهما الآخر». ما هو تفسير هذه الجملة المأخوذة من التقرير المرحلي: «إيهود أولمرت فشل لكونه زعيماً قاد بلده إلى عملية عسكرية مبادر بها عن عمد ومسؤولية»؟ أليس هذا تحميل مسؤولية شخصية؟ وما الذي تعنيه (جملة) «هو مسؤول شخصياً عن الإخفاقات في القرارات التي اتخذت والإخفاقات في عملية اتخاذها»؟ وكيف على الجمهور أن يفهم خلاصة (أن) «قرار شن الحرب اتخذه بسرعة ومن دون نقد ملحوظ»؟
الجواب يختبئ في الصفحة 70 من التقرير النهائي، حيث كُتب: «حمّلنا مسؤولية شخصية للقادة الثلاثة. أي مستوى من الدعم الجماهيري خلال الانبراء للحرب، وأي مستوى من حق الرد العسكري، ليسا كافيين لتبرير المسلكيات غير الحذرة عندما أراد القادة دراسة ما إذا كان من الممكن أن يؤدي الرد العسكري الشديد لتدهور إلى حرب». لكن حتى هذا الانتقاد اللاذع لن يحدد على ما يبدو مصير أولمرت ومصير حكومته.
التداعيات السياسية للتقرير ستُحدد في المعركة على الوعي. فهناك، لا قيمة كبيرة للوقائع ولا ثقل خاصاً للانتقاد. هناك، ينتصر من ينجح في بيع تحليله للشارع وتسويق ما يشدد عليه بما يخدم مصالحه. وفي هذا الميدان ليس لأولمرت منافسون.