رام الله ــ أحمد شاكر
أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أمس أن أعضاءً في المجلس الثوري لحركة «فتح» طالبوا الرئيس محمود عباس بضرورة إعادة النظر في موقفه الرافض للحوار مع حركة «حماس» والتنازل عن شروطه.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الموقف «الفتحاوي» تعاظم في صفوف كوادر كبيرة في الحركة، وخصوصاً بعد مرور نحو خمسة أشهر على الحسم العسكري في قطاع غزة وما نتج منه من انقسام حاد في الساحة الفلسطينية وتصاعد العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وأوضحت المصادر الفلسطينية أن قادة المجلس الثوري يبررون مطالبتهم بحوار «حماس» بقرب «انطلاق المرحلة الحساسة والخطيرة من المفاوضات في شأن الوضع النهائي مع إسرائيل، وهذا الحوار سيكون الأهم من أجل عدم إضعاف الموقف الفلسطيني ولمواجهة تعنّت إسرائيلي محتمل في مفاوضات كهذه». وأشارت المصادر إلى أن قادة المجلس الثوري الذين يدعون إلى الحوار مع «حماس»، لا يعدّون ذلك تراجعاً أو ضعفاً أو تقهقراً من حركة «فتح»، بل على العكس «هذا يقوي موقفها وقد يضع حماس في زاوية ضيقة على اعتبار أن هناك تياراً ليس قليلاً بداخلها يؤيّد عدم تسليم المقارّ للسلطة الفلسطينية بل ضرورة الحفاظ عليها».
وكان عضو المجلس الثوري لحركة «فتح»، اللواء جبريل الرجوب، قد أدلى بتصريحات عديدة حملت مضامين ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ووقف الانقسام الحالي في صفوف الشعب الفلسطيني باعتبارها تمثّل سلاحاً فعالاً في وجه المواقف الإسرائيلية المتعنتة بدعم أميركي.
ويعدّ اللواء الرجوب من الأصوات اللينة داخل الحركة بهذا الاتجاه، وكان قد التقى، بمبادرات فردية، عدداً من قياديي «حماس» لمحاولة التقريب بين الطرفين وإزالة بعض الشوائب والمياه الراكدة التي قد يكون تحتها بركان إن لم يجر تفادي ذلك، لكن هذه المبادرات بقيت هامشية.
ويلاحظ مراقبون فلسطينيون أن عباس أطلق خلال الأيام الماضية جملة من التصريحات طرأ عليها بعض التغييرات، ولو أنها طفيفة، في الموقف من حركة «حماس»، إذ قال إن «حماس هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وجزأ مهم ومكوّن أساسي ولها دور مهم، ولكن على قادتها أن يعتذروا للشعب الفلسطيني على الانقلاب الذي أحدثوه في غزة».
والشق الأول من تصريحات أبو مازن، الذي أطلقها من القاهرة، فيه نوع من التغيير ويحمل معاني كثيرة، ولا سيما أن المعلومات تشير إلى أن موقف الرئيس المصري حسني مبارك، الذي طرحه على القيادة الفلسطينية مراراً، يقضي بضرورة فتح حوار مع حركة «حماس»، وربما تعدّى الموقف من الطرح والمبادرة إلى الضغط من أجل هذا الحوار.
وأقرّ عضو المجلس الوطني لحركة «فتح»، محمد الحوراني، لـ«الأخبار»، بوجود «لهجة أكثر ليناً من جانب عباس»، إلا أنه استدرك قائلاً «رغم اللين فيها لكنها تحمل المضمون نفسه، وهي تدعو إلى عودة حماس عما قامت به من أجل الحوار».