محمد بدير
أدى اشتراط تل أبيب عدم استخدام القمر الاصطناعي الإسرائيلي «أفق» للتجسس عليها إلى أن تلغي أنقرة صفقة شراء نموذج متقدم منه، وفقاً لما أفادت به تقارير إعلامية إسرائيلية.
وذكرت صحيفة «جيروزالم بوست» أن هيئة الشراء التركية العليا، التي تتبع لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قررت الأسبوع الماضي، بعد أشهر من المفاوضات، عدم القبول بالعرض الإسرائيلي بسبب الشرط الذي أدخلته وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الصفقة، والقاضي بعدم السماح لتركيا باستعمال القمر الاصطناعي لتغطية الأراضي الإسرائيلية.
ويُتوقع أن يتم التطرق لهذا الموضوع في المحادثات التي سيُجريها وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، مع المسؤولين الأتراك في زيارته المتوقعة لأنقرة في كانون الثاني المقبل.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن شرط إسرائيل عدم السماح لتركيا باستخدام القمر الاصطناعي فوق مجالها الجوي، هو تقليد معروف في مبيعات الأقمار الاصطناعية. ومن المعروف أيضاً أن الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية مجهزة بأداة تمنعها من أخذ صور مواقع في الولايات المتحدة.
وأشار مسؤول امني إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن «ما حصل لا يعني أن الصفقة انتهت، ومن الممكن أنهم (الأتراك) يُحاولون الضغط علينا للحصول على عرض أفضل».
وبحسب الصحيفة، «ستُستكمل المحادثات حول الشراء المحتمل للقمر الاصطناعي (الإسرائيلي) ضمن صفقة بقيمة 250 مليون دولار مع تركيا، وثلاث شركات أوروبية لتقديم العروض هي: شركة تلي سبازيو الإيطالية (Tele Spazio) وأنظمة أوأتش بي الألمانية (Ohb-Systems) وإيدز أستريم البريطانية (EADS Astrium)».
وعبّر مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية عن خيبة أملهم لخسارة الصفقة، لكنهم امتنعوا عن القول إن رفض أنقرة للقبول بشرط عدم التجسس على إسرائيل سيُفسد العلاقات الإسرائيلية ـــــ التركية. وقال هؤلاء المسؤولون إن الصناعات الجوية الإسرائيلية، التي تنتج القمر، لا تزال تمتلك فرصة إبرام الصفقة، ويمكن أن تستكمل المفاوضات بطرق غير رسمية.
وكانت «جيروزاليم بوست» قد ذكرت في تشرين ثاني الماضي أن إسرائيل وتركيا تجريان محادثات رفيعة المستوى تتعلق ببيع القمر الاصطناعي «أفق»، بالإضافة إلى منظومة الدفاع ضد الصواريخ «حيتس».
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن تركيا كانت مهتمة بالحصول على نظام «حيتس» في وجه سباق إيران للحصول على الطاقة النووية. ويمكن لبيع القمر الاصطناعي «أفق»، الذي أطلقته إسرائيل في شهر حزيران الماضي، أن يزيد على نحو كبير من القدرات التركية لجمع المعلومات الاستخبارية وهي التي، إلى يومنا هذا، لا تمتلك قمراً اصطناعياً خاصاً قادراً على القيام بالتجسس.