الرقابة العسكرية الإسرائيلية تشكو تقلّص «الإمكانات» 50 %
مهدي السيد
قدّمت المسؤولة عن الرقابة العسكرية الإسرائيلية، العميد سيما فاكنين، صورة بائسة عن وضع الرقابة عموماً، وعن أدائها خلال الحرب خصوصاً، وذلك خلال شهادتها أمام لجنة فينوغراد، والتي نُشرت أجزاء منها أمس.
فقد اشتكت فاكنين من التآكل المستمر في قوة الرقابة في مقابل وسائل الإعلام من جهة، ومن تراجع وتقلّص الامكانات البشرية بنسبة 50 في المئة، فضلاً عن تراجع الامكانات المادية من جهة ثانية، إلى درجة أنها طلبت من بعض أصدقائها مساعدتها خلال الحرب الأخيرة على لبنان، من خلال رصد بعض المحطات التلفزيونية من بيوتهم وإطلاعها على انطباعاتهم.
وعلى سبيل المقارنة، أشارت فاكنين إلى أن جهاز الرقابة كان يضم في السابق 70 موظفاً في مقابل ثلاث إلى أربع صحف مكتوبة لا غير. أما اليوم، في عصر الإنترنت والتلفزة والإذاعة والصحف المحلية، يوجد فقط 28 موظفاً.
وأشارت فاكنين إلى أنها تعي جيداً شعور الجمهور الذي يفيد بأن الرقابة فشلت خلال حرب لبنان الثانية. ولذا فإنها تُعرب عن أسفها لهذا الواقع، من دون أن يعني هذا الأمر موافقتها على المزاج العام.
كما أشارت مسؤولة الرقابة إلى بعض مكامن الفشل، والمقصود ليس تلك الحالات التي تسرّبت فيها المعلومات إلى المراسلين، بل تلك التي قدّمتها الرقابة عبر القنوات المتعارف عليها.
وانتقدت فاكنين عدم استيعاب حقيقة الوضع، حيث أشارت إلى أن المسؤولين لم يدركوا «أننا انتقلنا إلى الحرب، وواصلوا التعامل كما لو أننا نمارس نوعاً من نشاط الأمن الجاري كذاك الذي يحصل في غزة».

ايالون عن الاجتياح المرتقب لغزة: سيضعف أبو مازن ويعزّز حزب الله

يحيى دبوق
حذّر الوزير الإسرائيلي عامي ايالون أمس رئيس الحكومة إيهود أولمرت من القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة لأنها ستؤدي فقط إلى إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية وإلى تعزيز حزب الله وإيران.
وطلب ايالون، في وثيقة وجّهها إلى أولمرت، عدم التصرف على أساس «الانعكاس الشرطي انطلاقاً من العقاب والانتقام». وأكد أن قراراً بخصوص عملية كهذه ينبغي أن «يُدرس منذ البداية في سياق تقدير الآثار الاستراتيجية الناتجة من عملية عسكرية واسعة... لذلك، أي قرار بعملية عسكرية واسعة مرتبط بشرطين ضروريين: أن يكون سبب العملية مقنعاً لكل شكّاك بأن المسألة مسألة دفاع عن النفس بلا نزاع».
ولفت ايالون إلى أنه «لا يوصي بعملية واسعة في غزة قبل التقدم مع ابو مازن في ما يخص الضفة» وأن توجيه ضربات قاسية لحركة «حماس» في غزة لن يعزز ابو مازن في الضفة، بل «سيؤدي إلى إضعافه كثيراً. وأن مساراً كهذا سيسم ابو مازن بوصمة الخائن الذي يمالئ قوات الاحتلال».
وحذّر أيالون من أن القيام بعملية عسكرية يُمكن أن يؤدي إلى أن «يضطر مؤيدو فتح في غزة إلى الارتباط بحماس من اجل الدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم، وسيؤدي ذلك في نهاية المطاف الى تمدد تأثير حماس إلى الضفة». وشدّد على أن «تعزيز حماس معناه تعزيز إيران وحزب الله وانهيار منطق مؤتمر أنابوليس. ويمكن أن يدفع هذا الأمر ابو مازن إلى الاستقالة».