علي حيدر
صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس على تجديد سريان «وضع خاص» في سديروت وفي المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، بسبب تواصل إطلاق الصواريخ، وذلك بعد أن انتهى سريان مفعول الأمر السابق قبل شهر.
وأتى قرار الحكومة بعد طلب من وزير الدفاع إيهود باراك، كي يتم عرض هذا الأمر على لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست للمصادقة عليه، خاصة أنه بموجب هذا الإعلان (الوضع الخاص) يصبح للجيش دور في إدارة الحياة اليومية للمستوطنات التي تتعرض للقصف.
وتزامن قرار الحكومة، الذي ينتهي مفعوله في نهاية آذار المقبل، مع تعليمات باستمرار الجيش تنفيذ هجمات محدودة في قطاع غزة ردّاً على إطلاق الصواريخ، بعد جلسة تقويم للوضع عقدها باراك مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية.
وفي السياق، من المفترض أن توقع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الأيام المقبلة على اتفاقيات تُعنى بتطوير المنظومة الدفاعية المسماة «القبة الحديدية»، والتي يُقدر أن تتيح الرد على الصواريخ، إلا أن هذه المنظومة الدفاعية لن تكون صالحة للاستخدام قبل سنتين على الأقل.
يُشار الى أن الجيش عرض على المجلس الوزاري المصغر تقديرات تشير إلى أن عملية عسكرية واسعة سوف تؤدي إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف الجيش، وأنها ستستمر لأشهر طويلة وقد لا تؤدي الغاية المرجوة منها.
وفي موقف يتعارض مع توجه رئيس الحكومة إيهود أولمرت، أعرب باراك عن تأييده لتخصيص مبلغ 300 مليون شيكل لتحصين المنازل والنقاط الاستراتيجية من ضربات القاذفات الصاروخية من طراز «القسام» في منطقة غلاف غزة. ويرى باراك أن المبلغ المطروح ليس كبيراً بالنسبة لقدرة الدولة الاقتصادية، وستكون له مساهمة هامة في تعزيز قدرة الصمود لدى سكان سديروت وباقي البلدات التي توجد في مرمى الصواريخ الفلسطينية.
ويُذكر أن رئيس بلدية سديروت، إيلي مويال، تراجع عن استقالته التي قدمها بسبب تواصل سقوط الصواريخ على هذه المستوطنة، بعدما طلب منه باراك ذلك وتعهد له بأن تبذل الأجهزة الامنية قصارى جهدها من أجل إيجاد حل لمشكلة «القسام». كذلك أوضح له باراك، بحسب وسائل الإعلام العبرية، بأن عليه التراجع عن الاستقالة بدافع المسؤولية والالتزام، خاصة أنه لا إمكان لاستبدال رئيس البلدية الآن، بالإضافة الى أن استقالته تعدّ إنجازاً لـ«العدو».