strong> محمد بدير
الحرب بين إسرائيل و«قطاع غزة» باتت حتمية، والسؤال المعلّق بانتظار الإجابة هو: متى؟ هذا ما خلُصت إليه صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تحقيق نشرته أمس، تناول المداولات التي تتناول هذا الاستحقاق في الجانب الإسرائيلي من جهة، والاستعدادات الميدانية التي تعدّها حركة «حماس» في القطاع لمواجهته، من جهة أخرى.
الجانبان، بحسب الصحيفة، مقتنعان بأن اللحظة الحاسمة قريبة جداً، وما امتناع المستوى السياسي في إسرائيل، حتى الآن، عن إعطاء الضوء الأخضر «للقضاء على حكم حماس في غزة»، إلا لأنه يحاول كسب الوقت، في ظل حاجة الجيش لفترة من النضوج قبل إعلان الحرب. فالحل العسكري بالنسبة إلى تل أبيب، في مواجهة الخطر المتنامي على الحدود الجنوبية، هو البديل الوحيد المتاح في ظل استبعاد خيارات أخرى، كالمفاوضات مع «حماس» أو عقد هدنة معها. ويتعزز هذا البديل، بحسب الصحيفة نفسها، في ظل اعتراف وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الخطوات الضاغطة التي اتخذتها بحق سكان القطاع، كقطع الكهرباء وتقنين الوقود، «ليست بالضرورة وصفة مدهشة».
لكن رغم ذلك، يبقى التريّث هو سيد الموقف إسرائيلياً، والسبب: عقدة «حرب لبنان الثانية». إذ «من الواضح للجميع أن حرباً محيّرة واحدة، من دون تمحيص وتدقيق وأهداف واضحة وأسئلة بلا إجابات، كانت كافية بالنسبة إلينا، ولا يرغب أحد في الظهور بمظهر المفاجأ مرة أخرى».
على هذه الخلفية، لا بد من بلورة حلول مسبقة لأسئلة مترتبة على عملية بحجم احتلال القطاع من جديد. أسئلة تبدأ، بحسب الصحيفة، بنوع المفاجآت العسكرية التي تعدّها «حماس»، ولا تنتهي بالتساؤل عن احتمال إنشاء الحكم العسكري في القطاع مجدداً.
في كل الأحوال، تؤكد الصحيفة أن الجيش تلقّى الأوامر بالاستعداد لدخول القطاع، وهو يعدّ العدّة لذلك على مستوى التدريب والخطط القتالية وغير ذلك.
إلا أنه بموازاة استعدادات الجيش، هناك استعدادات حركة «حماس»، التي «استكملت أخيراً تجاربها على صواريخ يبلغ مداها نحو 15 كيلومتراً، وتحمل ثمانية كيلوغرامات من المواد المتفجرة النقية»، «وما بقي هو أن تقرر متى تبدأ بالإنتاج الصناعي لها».
وعندما تبدأ بفعل ذلك، «ستكون قادرة على إطلاق 30 إلى 40 صاروخاً يومياً، فيما لن يكون بوسع إسرائيل، خلال العام المقبل على أقل تقدير، أن تقدم حلاً لمشكلة الصواريخ القصيرة المدى، إلا من خلال تنفيذ هجوم متعدد الجبهات، جواً وبراً».
وبحسب «يديعوت»، القوة الصاروخية لـ«حماس» هي واحدة من ذراعين هجوميين تملكهما، ثانيهما «الخلايا الإرهابية التي دُرّبت لتنفيذ عمليات داخل الخط الأخضر». أما القوة القتالية الأساسية للحركة، فهي القوة الدفاعية المعدّة للتصدي لعدوان إسرائيلي على القطاع، وتكبيد جيشه أثماناً فادحة ودامية. فـ«حماس»، على ذمة الصحيفة، تمكنت من إعداد 20 ألف مسلّح، وتملك كمية من البنادق تفوق عدد المقاتلين بعشرة أضعاف، إضافة إلى قاذفات «آر بي جي»، وأسلحة أخرى متطورة مضادة للدبابات من طراز «ساغر» و«كونكورز آي تي 10»، فضلاً عن صواريخ محمولة مضادة للطائرات من طراز «ستريلا». وإن لم يكن كل ذلك كافياً، فإن «130 طناً من المواد المتفجرة التي جرى تهريبها من مصر كفيلة بأن تحدث تحولاً في سير المعارك، من خلال نصب الكمائن القاتلة لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي».
يبقى الدافع السياسي للحرب، وهو متوفر لدى الجانبين: «فحماس ستبذل كل ما في وسعها لهدم التسوية السياسية بين إسرائيل والسلطة، ورفع الحصار عن القطاع. وإسرائيل تعتقد بأن عليها إزالة شبح حماس إذا كانت ترغب في التوصل إلى التسوية مع السلطة. القوات في الجانبين جاهزة لحرب غزة على أية حال. وإذا لم يحدث تغيّر دراماتيكي، فالسؤال هو فقط: متى ستنشب هذه الحرب؟».