strong>فشل محاولات تبادل رسائل بين دمشق وتل أبيب
أعلنت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أمس أن تل أبيب ترفض المشاركة في مؤتمر موسكو المزمع عقده الربيع المقبل لدفع العملية السياسية بين إسرائيل وسوريا، بسبب معارضة تل أبيب للسياسة التي تتبعها روسيا حيال طهران ودمشق وحركة «حماس»، في وقت كشفت فيه مصادر دبلوماسية أوروبية عن أن محاولة تبادل الرسائل بين إسرائيل وسوريا خلال الأشهر القليلة الماضية فشلت بسبب عدم القدرة على التوصل إلى تحديد جدول أعمال متفق عليه للمحادثات بين الدولتين.
وأشار بعض الدبلوماسيين الأوروبيين، لصحيفة «هآرتس»، إلى أن نهاية هذه المحاولات «كانت سلبية»، وبررت ذلك، وفقاً لما نقلته عن الدبلوماسيين، بأن السوريين «يريدون أن تتركز المباحثات على موضوع مرتفعات الجولان فقط»، وهو ما حال دون التوصل إلى جدول أعمال للمباحثات بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن «الدول الرئيسية في هذه المحاولات كانت تركيا، غير أن إسرائيل استعانت أيضاً بخدمات ألمانيا التي لا تزال تحافظ على خط اتصال مباشر مع دمشق». في المقابل، نقلت الصحيفة نفسها عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة ايهود اولمرت قولها إن الأخير «يعتقد بأن فرص التوصل إلى حل مع الجانب السوري أسهل بكثير مما هي مع الجانب الفلسطيني». لكن المشكلة الوحيدة، بحسب أولمرت، هي أن السوريين «لا يرسلون إشارات إيجابية». إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر أخرى قولها إن «مشاركة سوريا في أنابوليس وإلغاء مؤتمر المجموعات الإرهابية في دمشق، إشارات إيجابية ومشجعة».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» أن إسرائيل تعمل على إحباط مؤتمر موسكو، الذي يعدّ امتداداً لمؤتمر أنابوليس، «بسبب معارضتها للسياسة التي تتبعها روسيا حيال الملف النووي الإيراني ولصفقات أسلحة أبرمتها مع دمشق وتأييدها لتأليف حكومة وحدة بين حركتي حماس وفتح في السلطة الفلسطينية».
ونقلت «معاريف» عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم «لا نية لدينا للوصول إلى موسكو ولا حاجة لهذا المؤتمر». وأشارت إلى أن الدافع الأساسي لهذه السياسة هو «خيبة أمل إسرائيل العميقة من ضلوع روسيا في تسليح إيران وتزويدها بقضبان الوقود النووي وتسليح سوريا وتأييد موسكو لتأليف حكومة وحدة بين حماس وفتح في السلطة الفلسطينية».
وبرّر مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى الموقف من المؤتمر بالقول إن «هذه الأسباب مجتمعة تشير إلى ضلوع روسي سلبي للغاية في كل ما يتعلق بالعملية السياسية، ولا سبب يدعونا إلى إعطاء الروس جائزة على ذلك والدخول للمؤتمر في موسكو بحيث لا تعرف كيف ستخرج منه ولا مظلة دبلوماسية أميركية».
وقالت «معاريف» إن إسرائيل تمكنت هذا الأسبوع من منع اللجنة الرباعية الدولية من نشر بيان بخصوص مؤتمر موسكو، وإن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أعلنت عدم وجود حاجة لعقد مؤتمر سلام آخر بعد أنابوليس.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذا التوجه، الذي تقوده ليفني، يتناقض مع توجه وزير الدفاع إيهود باراك والجيش الإسرائيلي، اللذين يدعوان إلى فحص إمكان استئناف المفاوضات مع سوريا. كذلك انضم أخيراً إلى هذا التوجه مستشارون لأولمرت بادعاء «خيبة أملهم» من احتمالات تقدم المفاوضات مع الفلسطينيين «ويمارسون الضغوط لفحص استئناف المسار السوري».
وفي سياق آخر، كشف المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ورئيس «حركة السلام مع سوريا»، الدكتور الون ليئال، لموقع «معاريف» الإلكتروني، أنه «أجرى بمشاركة زملاء له، مباحثات مباشرة مع شخصيات سورية، قسم منهم مقرب من النظام وآخرون قريبون من المعارضة». وأوضح ليئال «حضر ستة وسطاء سوريين يمثلون مختلف الآراء في المنظومة السورية»، مشدّداً على أنه مهتم في هذه المرحلة بإبقاء الاتصالات «على نيران خفيفة» خشية أن «تتضرر الجهات السورية التي أدّت دوراً في الاتصالات».
(يو بي آي، أ ف ب، الأخبار)