غزّة ــ رائد لافي
شهيدان في غزّة والاحتلال يخشى حصول المقاومة على صواريخ مضادّة للدبابات


رغم النفي الفلسطيني والإسرائيلي للتقدّم في صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، إلا أن بوادر جديدة ظهرت في الملف عبر إعلان إسرائيل البحث في تغيير المعايير الخاصّة بتوسيع قائمة الأسرى الفلسطينيّين المنوي الإفراج عنهم، لتشمل أسرى مصنفين بأنّ «أيديهم ملطخة بالدماء»، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال اعتداءاتها على قطاع غزة، حيث سقط شهيدان جديدان لـ«حماس».
وعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينيّة مطلعة أنّ الحديث عن صفقة تبادل الأسرى والتهدئة المتبادلة أصبح لا يتجزّأ، ويدور البحث فيهما في وقت واحد. وفي هذا الصدد، رجّحت مصادر إسرائيلية أن يبحث وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في زيارته لمصر اليوم، مع المسؤولين المصريين قضيتي شاليط والتهدئة، وإمكان التوصّل إلى اتفاق في شأنهما في مقابل رفع الحصار وفتح المعابر في قطاع غزّة.
ووفقاً للمصادر الإسرائيلية فإن الحديث يجري عن صفقة تبادل تتضمّن إطلاق سراح شاليط في مقابل 500 أسير فلسطيني معظمهم من المعتقلين في سجون الاحتلال منذ قبل اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وسط ترجيحات عن إمكان إطلاق سراح القيادي البارز في حركة «فتح» مروان البرغوثي.
وفي هذا السياق، قال نائب باراك، ماتان فيلناي، في حديث للإذاعة الإسرائيليّة، إنّ «من الممكن الإفراج عن البرغوثي، لأنّ يديه غير ملطختين بالدماء، ولأنّه أحد القياديين البارزين» في حركة «فتح». كما كان قد دان من سجنه «الانقلاب العسكري» الذي نفّذته «حماس» في غزة في حزيران الماضي.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنّ صفقة التبادل ستشمل إطلاق سراح أكثر من 40 نائباً فلسطينياً، جميعهم من «حماس»، كانت قوّات الاحتلال قد اختطفتهم من الضفة الغربية عقب عملية أسر شاليط في حزيران من العام الماضي.
وبحسب المصادر نفسها فإنّ «حماس»، صاحبة الكلمة الأولى في قضية شاليط، باتت تدرك أنّها لن تتمكن من تحقيق شروطها التي كانت تضعها سابقاً، وتتضمّن تحرير أكثر من ألف أسير من ذوي الأحكام العالية والمرضى وقادة الفصائل. وأشارت إلى أن شاليط أصبح يشكل عبئاً إضافياً على الحركة الإسلاميّة، يضاف إلى الحصار الخانق وإغلاق المعابر، وتنامي التهديدات الإسرائيليّة بتنفيذ اغتيالات واسعة، لذا فإنّها تسعى حالياً لإبرام صفقة شاملة تتضمن تبادل الأسرى والتهدئة.
غير أن «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس» التي تحتجز شاليط بمشاركة «لجان المقاومة الشعبية» و«جيش الإسلام»، نفت، على لسان المتحدّث باسمها «أبو عبيدة»، «وجود أيّ صفقة لتبادل الأسرى في الوقت الحالي»، مشدّدة على تمسّكها بشروطها السابقة في مقابل إطلاق سراح شاليط، مرجّحةً عدم اكتمال الصفقة في الفترة القريبة المقبلة.
وفي هذا الإطار، اغتالت قوّات الاحتلال مقاومين في «كتائب القسام» في غارة جوية استهدفتهما شرق مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى «شهداء الأقصى» في مدينة دير البلح إنّ الشهيدين هما عطا الله العواودة (22 عاماً) وجمعة أبو حجير (24 عاماً). وفي رد أوّلي على عملية الاغتيال، أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليّتهما عن قصف تجمّع لجنود الاحتلال الإسرائيلي قرب معبر المنطار التجاري، «كارني»، شرق مدينة غزة، بثلاث قذائف هاون.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن مسؤولي قيادة الجيش الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية يدرسون إمكان حصول الفصائل الفلسطينية على صواريخ مضادة للدبابات ذات رأسين استُخدمت في معارك دارت الأسبوع الماضي في منطقة المغازي وسط قطاع غزة. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إنّ تلك الصواريخ، التي يخشى أن يكون الفلسطينيون قد نجحوا في تهريبها إلى قطاع غزة، تستطيع تدمير دبابة «ميركافا 4»، وهي الأكثر تطوراً في الجيش، إضافة إلى قدرتها على اختراق الجدران وقتل من وراءها، وهي الأساليب التي تدرب عليها الجيش في حالة نشوب قتال داخل المخيّمات الفلسطينية، ما «يشكل خطراً مميتاً على الجنود».
وأوضح عضو المجلس التشريعي عن «حماس»، خليل أبو ليلة، أنّ حركته تأخذ على محمل الجد التهديدات الإسرائيلية بتصعيد عدوانها واستمرار نهج الاغتيال. وقال في اتصال مع إذاعة «صوت القدس»: «أنا أعتقد أن هذا الأمر لن يتوقف، ومن جانبنا نحن يجب ألّا نتوقف، ويجب أن ندافع عن أنفسنا بكل ما أوتينا من وسائل قوّة». وشدد على عدم قبول «حماس» لأيّ هدنة أو وجود أي اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، موضحاً أنه لا يمكنه الحديث عن هدنة في ظلّ التصعيد الإسرائيلي.