استدعت وزارة الخارجية العراقية، أمس، السفير المصري لدى بغداد، أحمد درويش، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص التصريحات الأخيرة لشيخ الازهر، أحمد الطيب، التي وجه فيها اتهامات لقوات «الحشد الشعبي».وبحسب البيان الصادر عن الخارجية العراقية، فقد «طالبت الوزارة في مذكرة الاحتجاج الرسمية جمهورية مصر العربية الشقيقة بالتعبير عن موقفها الرسمي تجاه مثل هذه التصريحات التي تسيء الى طبيعة العلاقات الاخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين». وأكدت، في البيان، أنّ «أبطال الحشد الشعبي لبّوا نداء الوطن لتحرير أراضيه من دنس وسيطرة تنظيم وعصابات خارجة عن قيم الدين والانسانية».

وكان شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ندّد في بيان أصدره الأسبوع الماضي بما وصفه بـ«المجازر التي ترتكب ضد أهل السُنّة» في العراق خلال المواجهات مع «داعش». ووصف الطيب مرتكبي تلك الجرائم بأنهم «ميليشيات شيعية متطرفة». وطالب شيخ الأزهر «بضرورة التحرك العاجل لوقف المجازر التي ترتكب ضد أهل السُنّة في العراق». وقال إن تلك التنظيمات ترتكب «جرائم بربرية نكراء في مناطق السُنّة التي بدأت القوات العراقية بسط سيطرتها عليها، خاصة في تكريت (شمال) والأنبار (غرب)، وغيرها من المدن ذات الأغلبية السُّنية».
«نيويورك تايمز»: إيران تنشر صواريخ متطورة لمواجهة «داعش»

وفي هذا السياق، قال مصدر دبلوماسي في الخارجية المصرية لـ«الأخبار» إنّ «اتصالات جرت بين الخارجية والأزهر الشريف، بعد استدعاء الحكومة العراقية للسفير المصري»، مؤكداً أنّ «الخارجية تتفهم طبيعة الاحتجاج الذي قدمته بغداد وتقوم بالتواصل مع مشيخة الأزهر التي أكدت اعتزامها توضيح وجهة نظرها».
وأكدت الخارجية أن «الأزهر أعرب عن قلقه من تحركات ميليشيات الحشد الشعبي باعتبارها تهديداً لأمن وسلامة المواطنين المدنيين بالإضافة إلى استهداف الميليشيات للسنّة»، مشيراً إلى أن «موقف الأزهر لم يكن مرتبطاً بأي اتجاه سياسي، ولكنه نابع من موقف ديني بحت يدافع عن حق المسلمين السنّة في ظل ما يحكى عن الانتهاكات التي يتعرضون لها».
وأشار المصدر إلى أن «خلافات في الرأي بين علماء الأزهر أجّلت البيان التوضيحي الذي كان يفترض أن يصدر يوم السبت الماضي»، لافتاً إلى أن «الخارجية المصرية على تواصل مع نظيرتها العراقية ومشيخة الأزهر بشأن الأزمة بحيث لا يكون للأمر علاقة بالعلاقات السياسية بين القاهرة وبغداد خلال الفترة المقبلة، خاصة أن مشيخة الأزهر مؤسسة دينية مستقلة لا علاقة لها بالتوجهات السياسية للدولة المصرية».
وتأتي هذه التطورات الديبلوماسية في الوقت الذي تواجه فيه العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية، منذ أكثر من أسبوعين لاستعادة تكريت، جموداً، بعدما عمد مئات من عناصر تنظيم «داعش» المتحصّنين في مركز محافظة صلاح الدين الى تفخيخ «كل شيء» فيها.
وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم «عصائب أهل الحق»، «زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور... (فخّخوا) كل شي». وأضاف «توقفت قواتنا بسبب هذه الاجراءات الدفاعية»، مشدداً على الحاجة الى «قوات مدربة على حرب المدن».
ولجأ التنظيم الى القنص والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة المزروعة في المنازل وعلى جوانب الطرق لمواجهة تقدم القوات التي تفتقد التجهيزات الآلية لتفكيك العبوات، وتعتمد حصراً على العنصر البشري.
وشدد الطليباوي على أن «معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها داعش». وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم محاصرون في أحياء المدينة، مقرّاً بأن «الشخص المحاصر يقاتل بشراسة».
وعن المدنيين الموجودين في المدينة، قال المتحدث باسم «جمعية الهلال الاحمر العراقية»، عدنان يونس، «وفقاً لتقديراتنا لم يبق سوى 20 في المئة من أهالي تكريت» داخل المدينة. وأضاف: «لا يتجاوز عددهم ثلاثين ألفاً، وربما أقل. هؤلاء الاهالي باقون لأنهم لا يملكون المال الكافي للمغادرة، ليس لديهم سيارات، غير قادرين، أو لأنهم اختاروا التعاون» مع «داعش».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إيران نشرت «صواريخ متطورة وقذائف صاروخية في العراق من أجل المساعدة في مواجهة داعش في تكريت»، واصفة ذلك بأنه «زيادة مهمة في القوة النارية وبأنه مؤشر جديد على تنامي النفوذ الإيراني في العراق». ولفت التقرير إلى أنّ الصواريخ والقذائف هي: «فاتح ــ 110» و«فجر ــ 5»، لكن لم يتم استخدامها بعد.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)