محمد بدير
عشية نشر تقريرهم الخاص بـ«حرب لبنان الثانية» وإخفاقاتها، أجرى أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست جولة على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وسوريا أقروا خلالها بتنامي التهديد الصاروخي لحزب الله، وشدّدوا على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة مختلف السيناريوهات.
وأكد رئيس اللجنة، تساحي هانغبي (كاديما)، خلال الجولة، حصول «تحسّن نوعي (لدى الجيش) في أغلب الموضوعات، وخاصة في الطريقة التي يفهم بها أهمية استعداده لسيناريوهات مختلفة»، مشيراً إلى «أننا نرى، في الإجمال، جيشاً مصمّماً».
وبرغم ثنائه على جهوزية الجيش، رأى هانغبي، في المقابل، أن «الوضع (على الحدود) لم يتغير من حيث التهديدات القائمة»، مشدّداً على «أننا لسنا في شرق أوسط جديد، بل في شرق أوسط ينبغي لنا أن نكون في كل يوم مستعدين لأي سيناريو». وأضاف «قبل عام ونصف عام، خشي كثيرون من تعاظم قوة (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله، وجزء منهم خشي من أن يتحوّل في مرحلة معينة إلى رئيس لبنان. لكن الرد الإسرائيلي أضعفه، وخلال عام ونصف عام لم تُطلق رصاصة واحدة من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، وحزب الله يفهم أننا لن نمر مرور الكرام على أي مس بسيادتنا».
وخلافاً لهانغبي، الذي حاول تظهير إنجازات الحرب، رأى عضو اللجنة، سيلفان شالوم، أن «قوة حزب الله تتعاظم، وبرغم الحرب فإن تدفق السلاح يتواصل إليه دون أن يمثّل الجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل عاملاً معرقلاً». وأعرب شالوم عن خشيته من أن يكون ما يجري «استراحة تسمح للحزب بترميم قوته»، مشيراً إلى أن الحزب برأيه «يلعق جراحه ويستعد لمواجهة إضافية، وما من شك أن المواجهة المقبلة ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً، وسيكون التهديد فيها على مساحة أكبر من دولة إسرائيل».
بدوره رأى عضو اللجنة الليكودي، يوفال شتاينتس، أن الجانبين يستخلصان العبر من الحرب التي انتهت «من دون حسم»، مشدّداً على عدم الاقتصار في تقويم نتائج الحرب على «غياب نشاطات حزب الله على طول السياج الحدودي» في ضوء «تهديد الصواريخ البعيدة المدى على إسرائيل».
ومن المقرر أن تنشر لجنة الخارجية والأمن اليوم تقريرها عن عدوان تموز كانت قد باشرت إعداده بُعيد انتهاء الحرب. ويركّز التقرير على إخفاقات المستوى العسكري خلال الحرب.
إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس أن نحو 50 عضو كنيست وقّعوا عريضة تطالب رئيس الحكومة بالامتثال أمام الهيئة العامة للكنيست في جلسة ستخصّص لإجراء نقاش خاص في شأن نتائج التقرير النهائي للجنة فينوغراد المزمع صدوره منتصف الشهر المقبل. ورأى أحد أعضاء الكنيست من المبادرين إلى العريضة أن «على الكنيست والمؤسسة السياسية العمل ضد محاولة (إيهود) أولمرت مواصلة التملّص من مسؤوليته عن إخفاقات الحرب».