حيفا ــ فراس خطيب
تناولت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في ملحقها الأسبوعي أمس، شخصية رئيس جهاز «الموساد» الاسرائيلي مئير دغان، وعمل جهاز الاستخبارت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، مستعرضة شخصية دغان التي يحتدم حولها الجدل.
وأوضحت الصحيفة أنَّ دغان «لم يوفر معلومات عما يفعله حزب الله ولم يُزل الغبار عن التهديد النووي الإيراني»، إلا أنَّه «خرج نظيفاً» من حرب لبنان لكونه «أيَّد هجوماً برياً على الجنوب اللبناني منذ بدايات الحرب». ويعتبر اليوم «الشخصية الأمنية الأكثر قرباً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت»، على رغم «عدم تحقيقه إنجازات».
وجاء في الصحيفة أنَّ عمل الإسرائيليين خلال العدوان على لبنان «يشبه إلى حد كبير» عمله في حرب الغفران عام 1973، وخصوصاً في ما يتعلق بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وكشفت الصحيفة أنَّه أثناء حرب الغفران عام 1973، استدعت رئيسة الوزراء الاسرائيلية آنذاك غولدا مئير ووزير الدفاع في حينه موشيه ديان، رؤساء أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، وأعلماهم بأنَّ «إسرائيل تنوي ضرب القيادة العسكرية المصرية»، إلا أنَّ مئير وموشيه تفاجآ «عندما فهما بأنَّه لا أحد من رؤساء الأجهزة الاستخبارية يعرف أين توجد القيادة العسكرية المصرية».
وقرّر الاسرائيليون في حينه إقامة طاقم من أجهزة الاستخبارات لفحص الموضوع، وتبيّن من خلاله أنَّ القيادة العسكرية المصرية تقبع في مكان يدعى «المازة» في القاهرة. وبناءً على هذه المعلومة، قرّر الاسرائيليون اقتحام المكان بواسطة «سييرت مطكال»، وهي واحدة من أهم كتائب النخبة في الجيش الاسرائيلي. ولكن عملية الهجوم لم تتم نظراً إلى قرار وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والمصريين.
وتشير الصحيفة إلى أنَّ «الجيش الإسرائيلي خرج إلى حرب لبنان من دون أن يعرف أين يوجد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله»، مضيفة أنَّه لا أحد من قادة الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل «تحرّى بشكل رسمي عن الأمين العام لحزب الله وأعوانه».
وكشفت الصحيفة عن أنَّ «الاختراق الاستخباري الاسرائيلي لغرف حزب الله والقدرة على معرفة ما يجري بالضبط كان تافهاً وسخيفاً».
وقال المحلل لشؤون الاستخبارات في الصحيفة، رونين برغمان، إنَّ «حزب الله يحافظ وبتطرف على أمن اتصالاته»، مضيفاً أنَّ «اختراق مثل هذا التنظيم وجمع المعلومات عنه لا يأتي إلا من طريق عملاء».
وأوضحت الصحيفة أنَّ «الموساد الاسرائيلي لم ينجح حتى في تجنيد عميل واحد يستطيع الدخول إلى قيادة حزب الله».
وتحتسب «لمصلحة» دغان أيضاً معارضته لدخول «سييرت مطكال» إلى عملية بعلبك. وأشارت الصحيفة إلى أنَّ قرار عملية بعلبك اتخذت بعدما وصلت معلومات تشير إلى أنَّ «الجنديين الإسرائيليين الأسيرين يرقدان في المستشفى هناك». عارض دغان هذه العملية، وصار محل ثقة أكبر عندما فشلت وتبين أنَّه لا أحد في المكان. وقال دغان لقادة الجيش، في أعقاب العملية، «نجوتم بأعجوبة، من حظنا أن حزب الله لم يقم بزرع المكان بعبوات ناسفة وإسقاط طائراتنا في لبنان»، مشيراً إلى أنّه «كان من الممكن أن تتلقى سييرت مطكال ضربة قاضية».