مهدي السيد
أعلن نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريز، لصحيفة «قطر تريبيون»، أن «إسرائيل تقيم علاقات مع معظم الدول العربية سراً»، لكنه رفض تسميتها من أجل «عدم إحراجها»، في وقت رفض فيه وزير الدفاع عامير بيرتس الدعوات التي تطالبه بالاستقالة، ودعا إلى الاستماع «بحذر» إلى الأصوات التي تتعالى من دمشق وتدعو إلى تجديد المفاوضات مع إسرائيل، مشدداً على أن العام الجاري هو عام الحسم بالنسبة إلى إيران.
وقال بيريز إن الحرب الأخيرة على لبنان «كانت من دون طائل»، مشدداً على أنه لا أحد في اسرائيل معني بالحرب، لكنه اتهم حزب الله «ببناء دولة داخل دولة وجيش داخل جيش ويخدم الإيرانيين لا اللبنانيين».
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال بيريز إن «مشكلة اسرائيل ليست مع إيران، بل مع (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد، واذا تغير النظام الحالي (في إيران) فستتقلص احتمالات الحرب».
وانتقد بيريز ما سمّاه سلوك سوريا الذي لا يدل على أن وجهتها السلام او استئناف المفاوضات مع إسرائيل. وقال إن «عليهم وقف شحنات السلاح الى حزب الله»، مضيفاً إن السوريين «يمنحون حماس مركزاً رئيسياً في دمشق، وبالتالي كيف يستطيع أشخاص يتعهدون العنف أن يتفاوضوا من أجل السلام؟».
وتناول بيريز الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن إسرائيل تتحدث حالياً عن حدود العام 67 وعن تبادل أراض مع تغييرات. وقال إن «إسرائيل ضمنت للفلسطينيين دولة تكون متصلة في ما بينها لا مجزّأة».
من جهة أخرى، قال بيرتس، خلال اجتماع لرؤساء سلطات محلية إسرائيلية في تل أبيب أمس، «إنني أرى نفسي وزير دفاع مدني اجتماعي وخلفيتي المدنية هي أفضلية وليست نقصاً». وأضاف «إنني مُنصت إلى الأشخاص المهنيين، مثل قادة الجيش ورؤساء أجهزة الاستخبارات وغيرهم، لأن أهمية خبرتهم المهنية بالغة الأهميّة».
وقال بيرتس «علينا أن نفحص بحذر أصوات السلام التي تتعالى من دمشق مثلما علينا أن نكون مستعدين لخطر الحرب وتنمية الخيار العسكري في سوريا».
وعاد بيرتس وتناول الموضوع الإيراني أمس، مؤكداً أن «دولة إسرائيل ليست معادية للشعب الإيراني وليس لدينا ويجب ألّا يكون لدينا صراع مع إيران، فنحن نتمنى لشعب إيران نظاماً وقيادة أخرى لا تُشعل الكراهية والعنف بل تدعم السلام والاستقرار في المنطقة. إن التوجّهات الخطيرة للنظام في طهران تمثّل مصدر قلق ليس لإسرائيل فحسب بل لكل دول المنطقة كونها تتضمن تهديداً خطيراً لسلامة العالم».
وقال مكتب بيرتس، في بيان أمس، إن زيارة وزير الدفاع لمقر حلف شمال الأطلسي أول من أمس، وهي الأولى من نوعها، هدفت الى «مناقشة المسألة (الإيرانية) في اجتماع مع الأمين العام للحلف غاب دي هوب شيفر» وسبل تعزيز التعاون بين إسرائيل والأطلسي.
الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن اسرائيل تطوّر نظاماً لإسقاط الصواريخ القصيرة المدى من طراز «قسّام» و«كاتيوشا» بعد إطلاقها، مشيرة، في بيان لها، إلى أن شركة الصناعات العسكرية الاسرائيلية «رافائيل» تعمل على هذا النظام الذي يحمل اسم «القلنسوة الحديدية».
وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إفرايم سنيه إن إسرائيل قررت تطوير سلاح جديد مزود برادار قادر على اكتشاف انطلاق الصواريخ وإطلاق قذائف لإسقاطها قبل بلوغها الهدف.
وأوضح سنية، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن السلاح الجديد سيوضع قيد العمل في غضون سنتين ونصف سنة، مشيراً الى أن كلفة المشروع تقدر بمئات ملايين الشيكلات (الشيكل يساوي 0.23 دولار).
واشار البيان الى أن وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيريتس كان قد أعلن في وقت سابق تطوير نظام مضاد للصواريخ ذات المدى المتوسط، تشارك فيه أيضاً شركة «رافائيل» ويحمل اسم «العصا السحرية».