محمد بدير
سمحت استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس للمراسلين العسكريين بالكشف عن مزيد من القرارات السيئة التي اتخذها خلال الحرب الأخيرة على لبنان، بينها ما كشفه المراسل العسكري لـ«هآرتس» عاموس هرئيل أمس عن تفرد في التوصيات أمام القيادة السياسية واستبعاد تقديرات ووجهات نظر مغايرة.
وقال هرئيل إن «حالوتس منع خلال الحرب كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي من عرض موقف مخالف لموقفه أمام الحكومة أو المجلس الوزاري المصغر»، الأمر الذي أثار حفيظة بعض الضباط الذين رأوا في قراره «سياسة قمع للرأي الآخر في الجيش ومنع وصول التقديرات الضرورية الى المستوى السياسي»، بينما قال ضباط آخرون إن الخطوة ضرورة نتيجة «للفوضى التي سيطرت على الأركان العامة قبل استلام حالوتس لمنصبه».
ونقل هرئيل كلاماً لحالوتس في الرابع عشر من تموز الماضي، أي اليوم الثالث على الحرب، إذ قال في جلسة نقاش في قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بما سمي «تقدير وضع مقلص»: «إننا نربك متخذي القرارات، ولست على استعداد لسماع موقف مغاير للموقف المتفق عليه. ففي النقاشات الرسمية يسمع موقف الجيش الاسرائيلي، تماماً مثل الموقف الموحد للشاباك والموساد».
وأضاف هرئيل ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين ذكّر حالوتس أن منصبه يفرض عليه عرض موقف مستقل أمام القيادة، إن كان لديه موقف مغاير، الا ان حالوتس، الذي وافقه الرأي، عاد وأشار الى «ان رئيس شعبة الاستخبارات لا يستطيع عرض توصيات تنفيذية مختلفة عن موقف الجيش المتفق عليه والمعروض امام الوزراء». وتابع ان «نائب رئيس الأركان ورئيس شعبة العمليات، أيضاً لا يمكنهما تقديم موقف، ونقطة» على السطر.