علي حيدر
تأمل انتصار أبو مازن وتستعد لعدوان إذا وُجّهت البندقية نحوها

أجمع قادة إسرائيل، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة أمس، على وجوب عدم التدخل في القتال بين «فتح» و«حماس» خشية تحوله إلى مواجهة إسرائيلية ـــ فلسطينية، بدلاً من أن يكون صراعاً داخلياً، وسط إعلان صريح لرئيس الوزراء إيهود أولمرت بأنه يفضّل انتصار جناح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن). ترافق مع تقارير اسرائيلية عن تعزيزات يقوم بها جيش الاحتلال استعداداً لشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الفلسطينيين، في حال تحوّل اقتتالهم إلى مواجهة مع إسرائيل.
وقال اولمرت، خلال الجلسة، «ليست لنا ناقة ولا جمل ولا أي تدخل في النزاع الداخلي الفلسطيني»، واصفاً ما يجري بأنه «موضوع داخلي لسنا فرحين إزاءه». وأضاف «لنا رأي واضح تجاه الطرف المفضل (أن ينتصر) في المواجهة... إننا مهتمون بأن تبلور الآراء التي يمثلها ابو مازن الحكومة الفلسطينية لا آراء حماس»، مشيراً الى أنه إذا «تبنّت حركة حماس قرارات (اللجنة) الرباعية، واعترفت بالاتفاقات، وأوقفت الإرهاب وأعادت (الجندي الإسرائيلي الإسير) جلعاد شاليط، فإنّه في هذه الحال يمكن إسرائيل أن تعتبر هذه الحكومة، حتى لو كانت حماس موجودة فيها، شريكاً في المحادثات».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس، في الجلسة نفسها، إن «الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع وتراقب التطورات في القطاع، لكننا لن نتدخل»، مضيفاً إن «إسرائيل ستبذل كل جهد لزيادة القدرة على كشف الأنفاق التي يحفرها الفلسطينيون، بينها دراسة وتطوير أنظمة تكنولوجية قادرة على تحسين قدرة كشف الأنفاق».
وقال نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «على إسرائيل عدم التدخل في القتال الداخلي في القطاع، وعلينا أن نترك غزة للغزاويين على أمل أن يحلوا المشكلة بأنفسهم»، مشيراً إلى أن تدخّل إسرائيل سيؤدي الى «توحيد الفلسطينيين ضدها».
وأضاف بيريز «لقد خرجنا من هناك من أجل ألّا نعود مرة أخرى، وكل تدخل لإسرائيل في الصراع سيعود بالضرر ولن يحقّق أي فائدة».
أما نائب رئيس الشاباك (يُرمز الى اسمه بحرف «أ») فقال من جهته، في التقرير الأسبوعي الذي قدمه إلى الحكومة، إنه «يتوقع أن تتصاعد المواجهات» بين «فتح» و«حماس». وقدَّر بأن محاولات التوصل الى وقف إطلاق النار والتهدئة لن تؤدي الى نتائج. وأضاف «أ» إن العملية التي نفذتها مجموعات من حركة «فتح» باقتحام الجامعة الاسلامية كانت «عملية استثنائية»، مشيراً إلى أنه «ليس لدينا أدلة على وجود جهات ايرانية في الجامعة. ينبغي التعامل مع هذه المعلومات بتحفظ. ليس لدينا معلومات استخبارية وإعلامية تشير الى امكان وجود أطراف إيرانية».
في هذا الوقت، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة «هآرتس» أمس أن «الجيش الإسرائيلي يعزز من استعداداته على خلفية تصاعد المواجهات بين حماس وفتح في القطاع». لكنها استدركت بالقول إن «المسألة لا تتعلق بعملية فورية، الا أن أحد السيناريوهات المطروحة يفرض على إسرائيل ان تستعد للعمل في القطاع، بما يُذكِّر بعملية السور الواقي في الضفة الغربية عام 2002، لأن الصدام الفلسطيني الداخلي قد يمتد إلى عنف يوجه ضد إسرائيل».
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لا تنوي التدخل في القتال بين «فتح» و«حماس»، على خلفية ان «القتال الدائر حالياً لم يؤثر حتى الآن بشكل سلبي على الوضع الأمني على حدود بين غزة وإسرائيل». وأشارت الصحيفة الى «انخفاض عدد صواريخ القسام التي أطلقت في الأيام الأخيرة باتجاه النقب»، مضيفة إن «الجهاد الإسلامي يواصل التخطيط لشن هجمات إرهابية ضد الإسرائيليين، الا أن حماس وفتح مشغولتان جداً بالنزاع بينهما، عن القيام بمهاجمة اسرائيل».
وقال المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إن ما يقلق الجيش الإسرائيلي والشاباك في هذه المرحلة هو إمكان أن «تقرر حماس توجيه جزء من هجماتها إلى إسرائيل» على خلفية الاتهامات التي توجه اليها بأنها تدعم حركة «فتح» ورغبة «حماس» في «حرف الانتباه باتجاه المواجهة مع إسرائيل». وشدد هرئيل على أن من شأن هذه الفرضية أن «تتضمن استئناف العمليات الانتحارية، التي أوقفتها حماس بشكل عملي في العامين الاخيرين».