يحيى دبوق
تحافظ إيران بنجاح على منسوب مرتفع من الهلع الإسرائيلي، الممزوج بإقرار ضمني بالعجز، إزاء برنامجها النووي، في حالة يعكسها الخطاب الرسمي لقادة تل أبيب من أعلى قمة الهرم نزولاً.
فقد رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في كلمة له أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية المنعقد في القدس المحتلة، أنه بالإمكان وقف التهديد النووي الإيراني قبل أن يصل إلى نقطة اللاعودة، ومن دون استخدام القوة في سبيل ذلك. وأوضح أولمرت ما يعنيه قائلاً «إذا واظبت الأسرة الدولية على العقوبات الاقتصادية الفاعلة (ضد إيران)، فإن الأمر سيُجبر الإيرانيين على إعادة النظر في خطواتهم». وإذ رأى أن هذه العقوبات «أكثر فعالية مما يعتقد البعض»، اعتبر أنها «غير كافية»، داعياً إلى زيادتها.
وقال أولمرت «لم يصلوا (الإيرانيون) الى المستوى الذي يزعمون أنهم بلغوه ومن ثم فما زال هناك وقت لخوض معركة بأسلوب يتسم بالمسؤولية والشمول والقوة».
وحذر أولمرت من ممارسة إيران الخداع لإقناع المجتمع الدولية بأنها قريبة جداً من تخطي العتبة التقنية النووية، «عندئذ، فإن الجميع سيرفعون أيديهم ويقولون لا بأس الآن خسرنا تلك المعركة وبالتالي لنحاول تسوية الأمر مع الإيرانيين»، مشدداً على أن «إسرائيل لن تتردد، وستعمل بكل قوتها من أجل تذكير العالم باتخاذ الوسائل التي تمنع الإيرانيين من التقدم».
وألقى كل من رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، والمنسق السابق لأنشطة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان أوري لوبراني كلمة في إحدى اجتماعات المؤتمر، التي عقدت تحت عنوان «إيران، حزب الله، حماس، والجهاد الإسلامي».
ونفى يعلون أن تكون القضية الفلسطينية هي مصدر المشاكل في الشرق الأوسط، معتبراً ذلك مجافٍ للحقيقة. وقال «إن أساس المشكلة يكمن في إيران». وأضاف إن «الإيرانيين يقدمون الأموال إلى حماس، وفتح وحزب الله وهم يساعدون المنظمات الإرهابية بهدف تدمير دولة إسرائيل». وأخذ يعلون على العالم ممارسته الضغوط على إسرائيل من أجل التنازل عن مزيد من الأراضي التي تحتلها، في وقت يرفض هذا العالم الاعتراف بالمشكلة الحقيقية.
من جانبه، تطرق لوبراني، الذي يشغل حالياً منصب مستشار وزير الدفاع للشؤون الإيرانية، إلى ما سماه «سيطرة إيران على جنوب لبنان»، قائلا «إن هناك جنوداً لبنانيين يوالون حزب الله لا الحكومة اللبنانية». ودعا لوبراني الولايات المتحدة إلى ممارسة سياسة متشددة تجاه إيران وإلى تحريض المعارضين للنظام ضده.
وفي السياق، هاجم الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال يوسي كوبرفاسر، ما وصفه بسياسة العجز والتجاهل واللين التي ينتهجها العالم إزاء إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي.
وقال كوبرفاسر، في محاضرة ألقاها في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن «الإيرانيين يمارسون المراوغة والجرأة والوقاحة في مقابل المجتمع الدولي، وكما لم يُفعل أي شيء حتى الآن لإيقافهم، فإنهم يشعرون بأن شيئا لن يحصل في المستقبل أيضاً».