حيفا ــ الأخبار
شهدت قضيّة بناء الجسر وحفريات سلطة الآثار الإسرائيلية تخبّطات وتناقضات أمس، رست على استمرار عمليات الهدم في طريق باب المغاربة المؤدي إلى الحرم القدسي؛ فغداة إعلان رئيس بلدية القدس المحتلة أوري لوبوليانسكي عن تعليق “بناء الجسر” إلى حين استيفاء المعاملات القانونية، تراجعت “شركةتطوير البلدة القديمة (القدس القديمة)” عن قرارها إلغاء بناء الجسر، بعد إصدار وزارة الإسكان الإسرائيلية، المسؤولة عنها، بياناً تضمّن أنَّ “بناء الجسر مستمرّ حسب قرار الحكومة”، مبرّرة القرار الأوّلي للشركة بـ“سوء تفاهم مع البلدية”.
وقال مدير الشركة، نيسيم أرازي، لموقع “معاريف” الإلكتروني، “قمنا بخطوة إلى الوراء، وحتّى الآن لم نتلقّ شيئاً من بلدية القدس عن إلغاء التأشيرة التي منحت لنا. لذا، نحن مستمرّون في الخطة. وسنعمل بناءً على قرار الحكومة”.
وأوضح أرازي، في تصريحات لصحيفة «هآرتس»، أنّه حتى لو قدّموا له خطّة تقصّر الجسر أمتاراً معدودة من المخطّط الأساسي، فإنّه سيرفضها، مشيراً إلى أنّه «سيتعامل بجديّة مع اقتراحات ذات بدائل جديّة تحمل مساراً مختلفاً».
وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” الإسرائيليّة، أمس، أنّ الشركة المذكورة «تحفّظت، بدايةً، على خطة بناء الجسر، التي أعدّتها المصمّمة عيدا كارمي». وأضاف الموقع أنَّ الشركة قبلت التخطيط «بعد ضغوط»، موضحاً أنَّ التحفّظ يأتي بسبب «إلحاق الضّرر بالمنظر المحيط بحائط المبكى».
وتابع الموقع أنَّ «رجال صندوق تعاليم الهيكل والحاخام المسؤول عن حائط المبكى، صمّموا على التخطيط لبناء الجسر»، على قاعدة أنَّ «الحلّ المؤقّت (وهو بناء جسر خشبي مكان الجسر الذي هدم في عام 2004) قلّص أكثر من ثلث مساحة حائط المبكى»، إضافةً إلى التوصية التي أعدّتها البلدية وأشارت من خلالها إلى أنَّ «المبنى خطير».
وذكر الموقع أنَّ هذه الأسباب مجتمعة «أدّت إلى الإسراع في التنفيذ»، مشيراً إلى أنَّه على الرغم من استمرار سلطة الآثار بعملها، «كانت هناك خلافات داخل الشركة».
وذكر الموقع أنّ إعلان لوبالينسكي حول تعليق بناء الجسر وإعادة الخطة إلى المصادقة الأولى، نبعت من تقديرات تفيد بأنّ هناك “توقّعاً حول إقرار المستشار القضائي للحكومة إعادة الخطة الى المسار نفسه الذي أوصى به رئيس البلديّة”.
وكشف الموقع أنّه من دون “موافقة أصحاب الأرض” لا يمكن تقديم الخطة، مشيراً إلى أنّ النقاش حول الخطة سيتراجع إلى المستوى الهندسي والأثري، وسيتطرّق إلى أيّ مدى سيلحق هذا الضرر بمشهد الأسوار الغربية والجنوبية المحيطة بالأقصى.
وكان أعضاء كنيست من اليمين المتطرف قد زاروا موقع بناء الجسر، الأحد الماضي، واطّلعوا على آخر المستجدات والحفريات عند “باب المغاربة”.
وقال عضو الكنيست عن حزب «المفدال ــ هئيحود هليئومي» المتطرّف، أوري أريئيل، إنّه “يبدو أنّ العرب يخافون من أن تجد الحفريات آثارات يهودية تقوّي اليهودي في عيون المجتمع»، مضيفاً أنّ “جزءاً من العرب يتصرفون بهمجية وعنف ويتعاملون مثل طابور خامس”.
ودعا عضو الكنيست جابي كيرا الحكومة الإسرائيلية إلى “عدم الخضوع لأطراف معادية”، مشيراً إلى أنّ “الخضوع للتطرّف الإسلامي سيجلب خضوعاً إضافياً”.
وفي إطار الاحتجاجات الإسلاميّة على الأعمال الدائرة قرب المسجد الأقصى (ا ف ب)، شارك آلاف السوريين أمس، في احتجاج على عمليات الحفر الإسرائيلية، حيث رفع المحتجّون لافتات تندّد بإسرائيل، وأحرقوا علماً إسرائيلياً.
وقال شيخ أحد المساجد في بلدة الدرعية، حمدي جمال الدين، إنّ “التضامن لأنّ الأقصى لكل المسلمين. دماؤنا وأرواحنا فداء للأقصى”.
إلى ذلك، شجب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أعمال الهدم، وقال في اجتماع لكتلة حزبه، «العدالة والتنمية»، البرلمانيّة إنّه “لا يحقّ لأحد اتّباع سياسة تقوم على أساس: قرّرت ونفّذت”.