علي حيدر
تميزت مراسم تسلّم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد غابي أشكنازي، مهماته بإقراره بالتحديات الصعبة التي تواجهها المؤسسة العسكرية، بينها تحسين القدرات العملانية للجيش عبر تنفيذ العبر المستخلصة من حرب لبنان واستعادة ثقة الشعب بالجيش

حدّد غابي أشكنازي، في كلمة ألقاها أمس خلال مراسم تسلّمه رئاسة الأركان في مكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت، التحدي الرئيسي الذي يواجهه الجيش الاسرائيلي في هذه الفترة بأنه «تحسين قدراته العملانية»، مشيراً إلى وجوب «استخلاص العبر من الحرب في لبنان». وتعهد استعادة ثقة الشعب بالجيش، الذي قال إنه «جيش الشعب، وثقة الشعب أساسية، ومن دون هذه الثقة سيصعب علينا أن ننفذ المهمات المعقدة التي تنتظرنا».
وعبّر أشكينازي عن أسفه من أن إسرائيل تواجه بعد 58 سنة على إقامتها «أعداءً لا يعترفون بحقنا في الجلوس آمنين في أرضنا»، مشيراً إلى أن «الواقع المعقد في الشرق الأوسط يفرض علينا مواصلة الاعتماد على جيش قوي ومؤهل ومنتصر».
أما رئيس الأركان المستقيل الجنرال دان حالوتس فتحدث عما استخلصه من تجربته كرئيس للأركان. وقال إن «حل مشكلة الإرهاب يفرض وجود نظرة أخرى للأمور، فالقوة لا تحقق كل شيء، وينبغي القيام ببحث معمق عن مصطلحات مثل الحسم والانتصار».
وغمز حالوتس من جهة الضغوط التي مورست عليه وتحميله المسؤولية عن الإخفاقات في العدوان على لبنان، قائلاً «إن ثقافة قطع الرؤوس كتعبير عن مصطلح المسؤولية هي ثقافة هدّامة». وأشار الى ضرورة «أن نكون متسامحين وصبورين إزاء الأخطاء شرط أن تكون معقولة، إذا أردنا وجود أشخاص جيدين يريدون ربط مصيرهم بالجيش».
وبعدما أشار إلى انتهاء التحقيقات في حرب لبنان، تساءل عن «التحقيق القومي، الذي يلزمنا جميعاً، والمجتمع الإسرائيلي الذي سيفحص ثقافة الحوار والعربدة والتسريبات» لوسائل الإعلام. ورأى أن تقديم استقالته جزء من تحمله المسؤولية عما حصل خلال حرب لبنان.
أما اولمرت فقد اختار أن يثني، خلال كلمته، على حالوتس لقراره ودوره في أمن الدولة، مشيراً إلى أن «الأيام قد تعيد إليه ما انتزعته الأجواء العامة منه». كما أثنى على قراره بـ«استكمال التحقيقات في شأن الحرب حتى النهاية». ووصف الحرب على لبنان بأنها فُرضت على اسرائيل وبأنها «زاخرة بالإنجازات».
في المقابل، أثنى وزير الدفاع عامير بيرتس على أشكنازي، ورأى أن المهمات التي تنتظره «عاجلة ومشتعلة وهامة ولا مثيل لها».
تجدر الإشارة إلى أن أشكنازي سبق أن شغل منصب ضابط استخبارات في قيادة المنطقة الشمالية عام 1988، ثم عين قائداً لفرقة الاحتياط في الشمال عام 1990. وعين عام 1992 قائداً لوحدات الارتباط في لبنان، ثم رئيساً لشعبة العمليات في هيئة الأركان العامة عام 1994. كما شغل عام 1998 منصب قائد المنطقة الشمالية، ثم نائباً لرئيس هيئة أركان الجيش عام 2002، ومديراً عاماً لوزارة الدفاع عام 2006.