strong>محمد بدير
قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن رئيس الوزراء إيهود أولمرت يتوقع حصول تقدم في قضية استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إسرائيل خلال زيارته إلى أنقرة التي بدأها أمس.
وتحدثت التقارير عن وساطة تقوم بها تركيا، تستند إلى علاقات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالنظام السوري، مشيرة إلى أن أولمرت يعتقد أن الأتراك يمكنهم أن يساعدوا في حل القضية، وأن لديهم الاستعداد للقيام بذلك.
يذكر أن إسرائيل سبق أن طالبت سوريا بأن تقوم بإعادة رفات كوهين كبادرة حسن نية تثبت جدية نياتها السلمية.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» عن أرملة كوهين قولها إنها تأمل أن تكون هناك نتائج، وليس فقط توقعات. ورأت كوهين أن ثمة نافذة فرص موجودة الآن ويجب استغلالها، مشيرة إلى أن صحافية تركية كانت قد اتصلت بها وأبلغتها بتوقع حصول تطور في قضية استعادة رفات زوجها إلى إسرائيل خلال زيارة أولمرت إلى أنقرة.
وقالت كوهين إن أولمرت اتصل بها هاتفياً قبيل مغادرته إلى تركيا، وأكد أن القضية ستثار هناك، طالباً إتاحة الفرصة للعمل بصمت في شأنها.
ويُعدّ كوهين من كبار الجواسيس الإسرائيليين الذين شغّلهم الموساد في سوريا. وكان قد جُند من جانب شعبة الاستخبارات العسكرية عام 1960، وأرسل بعد عام إلى الأرجنتين حيث قدم نفسه على أنه تاجر لبناني باسم كامل أمين ثابت. وفي عام 1962، إثر تمكنه من بناء علاقات متشعبة مع أبناء الجالية العربية في البلد، سافر إلى دمشق، حيث اشتهر كرجل أعمال كبير وتقرب من مسؤولين في السلطة إلى حد ترشيحه ليكون مساعداً لوزير الدفاع السوري. وقد مكنته علاقاته من جمع معلومات سياسية وعسكرية حساسة لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، إلا أن أمره انكشف مطلع عام 1965 وتمت محاكمته وحكم عليه بالإعدام شنقاً ودفنت جثته في دمشق. ولا تزال السلطات السورية ترفض حتى الآن إعادة رفاته إلى إسرائيل، رغم مطالبات إسرائيلية حثيثة على مر السنين.
ويتوقع أن يحتل الملفان الإيراني والفلسطيني محور الاهتمام في المباحثات التي سيجريها أولمرت مع المسؤولين الأتراك. وقالت المتحدثة باسم أولمرت، ميري إيسن، «إن اسرائيل تأمل زيادة دور تركيا في مجال البحث عن حل للنزاع مع الفلسطينيين، وكعامل توازن مع ايران، الدولة المسلمة المتطرفة».
وكانت قد سبقت الزيارة جولة مباحثات تحضيرية بين مسؤولين سياسيين من الجانبين، أوضح فيها الأتراك للإسرائيليين أن أنقرة لا تنوي وقف علاقاتها بطهران، لكنها تعد باستغلال الحوار الذي تجريه مع إيران من أجل محاولة التوصل إلى تسوية تسمح بوقف البرنامج النووي العسكري.
وأفاد مكتب أولمرت أنه يولي أهمية كبيرة للقاءاته مع المسؤولين الأتراك، وأنه يرى في تركيا دولة اساسية ومؤثرة، وخاصة وسط الدول الإسلامية المعتدلة.
ومن المقرر أن يجري أولمرت، خلال زيارته التي تستمر يومين، مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية التركي عبد الله غول.
إلى ذلك، يأمل أولمرت إعطاء دفعة للتعاون الإقتصادي بين الدولتين، وتطوير العلاقات الاستراتيجية والعسكرية التي تجمع بينهما.