علي حيدر
فشل جلسة تنسيق فلسطينية ــ إسرائيلية... و«فتح» تجدّد رفض الدولة المؤقتة

شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس في إمكان عقد اللقاء الثلاثي المقرر بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي من المقرر أن تصل إلى تل أبيب غداً السبت، بعد فشل جلسة التنسيق الفلسطينية ــ الإسرائيلية في الإعداد له.
وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أمس، أن اولمرت شكك في أساس عقد اللقاء الثلاثي، بقوله “إن اللقاء، إذا عقد، فسيعقد في فندق قلعة داوود في القدس” المحتلة، مشيراً إلى أن “الاتفاق على عقد هذا اللقاء تم قبل نحو شهر من اتفاق مكة، ولم يكن يلوح في حينه اتفاق كهذا”.
أما “يديعوت احرونوت” فنقلت عن اولمرت قوله إنه “يتوقع عقد اللقاء كما هو مخطط له”، وأنه يأمل في أن يساهم اللقاء في بلورة شروط المحادثات. وتوقّع أن يتم اعتراف فلسطيني واضح وصريح بمبادئ الرباعية.
في هذا الوقت، فشل اللقاء بين طاقمي المستشارين الاسرائيلي والفلسطيني الهادف إلى التنسيق والإعداد للقاء الثلاثي المرتقب الإثنين المقبل. وشارك في لقاء التحضير من الجانب الإسرائيلي، مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يورام طوربوفيتش والمستشار السياسي شالوم ترجمان، ومن الجانب الفلسطيني، رئيس طاقم المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ومدير مكتب رئيس السلطة رفيق الحسيني.
وأرجعت “يديعوت” فشل جلسة الطاقمين إلى الخلاف على برنامج اللقاء ومحتواه والقضايا التي سيتناولها. ونقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن الطرف الفلسطيني طلب خلال اللقاء اطلاق 80 اسيراً من ذوي الاوضاع الصحية الصعبة، في بادرة حسن نية ولتعزيز مكانة عبّاس لدى الرأي العام الفلسطيني بالاضافة الى تعزيز الثقة بين الطرفين، لكنها لم تشر الى الرد الاسرائيلي على هذا المطلب.
وقالت صحيفة “هآرتس” أن أولمرت يُجرّ رغماً عنه الى اللقاء الثلاثي، فقد سبق أن تحفظ على مبادرة رايس ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني بالالتفاف على حاجز خريطة الطريق (تنفيذ المرحلة الأولى) والبدء بمفاوضات حول الدولة الفلسطينية (بحدود مؤقتة). وأشارت الى أن اولمرت عكف ومساعديه، في الأسابيع الأخيرة، على وضع العراقيل أمام جدول أعمال القمة. وأضافت أن مساعديه أوضحوا “أن إسرائيل تعارض الوساطة الأميركية وتصر على المفاوضات المباشرة”، مشددين على أن “إسرائيل لن تبحث في قضايا التسوية الدائمة، كما يطالب عباس”.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم حركة “فتح”، أحمد عبد الرحمن، إن رفض أولمرت الخوض في مفاوضات الوضع النهائي خلال اللقاء الثلاثي ناجم عن وضعه المتزعزع داخل حكومته. وأضاف عبد الرحمن أن “الحكومة الاسرائيلية لم تقتنع بعد بأن الحلول الجزئية التي تحاول التوصل إليها لم تقدم شيئاً لعملية السلام ولا للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي”. وأشار إلى “أن الوضع الهش للحكومة الاسرائيلية داخل المجتمع الاسرائيلي لا يسمح لها بالتقدم في العملية السلمية، وبالتالي فهم لا يريدون الخوض في مثل هذه المواضيع الحساسة”.
وشدد عبد الرحمن على أن المطلوب من حكومة إسرائيل حالياً ليس الحديث عن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، لأن هذا مضيعة لعملية السلام، ولن يجد من يتجاوب معها من الجانب الفلسطيني.
وتابع عبد الرحمن، أن المطلوب هو “تحديد أفق سياسي للعملية السلمية، بما في ذلك تحديد هدف العملية السلمية برمتها، والذي يجب أن يكون هو قيام دولة فلسطينية مستقلة حسب رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش وبيان اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط”.
وفي هذا السياق، أعلن مصدر رسمي في وزارة الخارجية الاسرائيلية أن رايس ستصل إلى اسرائيل مساء غد السبت وتلتقي نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، ثم تلتقي في اليوم التالي كلاًّ من اولمرت وعباس على حدة، في القدس المحتلة ورام الله.
إلى ذلك، أشارت صحيفة “هآرتس” الى أن أبو مازن تحادث هاتفياً مع مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية أوضح له أن الولايات المتحدة ستتعاون مع حكومة الوحدة “اذا ما قبلت شروط الرباعية: الاعتراف بإسرائيل، والاعتراف بالاتفاقات معها ونبذ الارهاب”.
وأوضحت أيضاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لأبو مازن إنه رغم تصريحات روسيا الايجابية تجاه اتفاق مكة، فإن موسكو ستتعاون مع الحكومة الجديدة فقط اذا ما التزمت مطالب الرباعية.