محمد بدير
قلّل سلاح الجو الإسرائيلي من عدد طلعاته الجوية فوق الأجواء اللبنانية، واختراقه للسيادة اللبنانية، وذلك في ضوء توسيع قوات اليونيفل لمهماتها وتحسين أدائها، وفق ما ذكرته صحيفة «معاريف».
وكان لافتاً بشكل خاص ما ذكرته الصحيفة في معرض حديثها عن الأسباب التي دفعت سلاح الجو الإسرائيلي إلى خفض عدد طلعاته الجوية بشكل جوهري، حيث أشارت إلى أن من بينها استخدام قوات اليونيفيل طائرات استطلاع من دون طيار وإحباطها للنشاطات الإرهابية، بحسب تعبيرها.
وذكرت «معاريف» أن إسرائيل تشعر بالرضى عن نشاط قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وهذا الرضى يتجلى على الأرض من خلال خفض الطلعات الجوية في الأجواء اللبنانية. ونقلت الصحيفة عن محافل عسكرية في قيادة المنطقة الشمالية تأكيدها أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تخترق السيادة اللبنانية في الآونة الأخيرة تفعل ذلك على خلفية معلومات استخبارية مسبّقة، وذلك خلافاً لما كان الأمر عليه في الأشهر الأخيرة منذ انتهاء الحرب على لبنان، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بطلعات جوية لأغراض التصوير الاستخباري الروتيني، وهو ما كان يثير، بحسب الصحيفة، موجة احتجاجات من جانب اللبنانيين ومن جانب اليونيفيل.
وبحسب الصحيفة نفسها، أكدت محافل عسكرية إسرائيلية أن «خفض عدد الطلعات الجوية بشكل جوهري، ينبع من حقيقة أن أفراد قوات اليونيفيل المهنية والكبيرة، نحو 11 ألف جندي من 25 دولة على الأقل، يعملون الآن في أرجاء لبنان ويمنعون الإرهاب». وأضافت «وفقاً لذلك، أشارت المحافل العسكرية، يجري نشاط متزايد من جانب طائرات الاستطلاع من دون طيار، التي يتم تشغيلها على يد قوات الجيش الفرنسي في منطقة جنوب لبنان، وذلك على الرغم من الصعوبات التي يضعها عناصر حزب الله، الذين ينجحون في خلق صورة وضع شديدة التوتر».
وتابعت «معاريف» أن «المؤسسة الأمنية في إسرائيل تشعر بالرضى عن نشاط قوات اليونيفيل حتى الآن، لكنها رغم ذلك لا تنوي وقف الطلعات الجوية في الأجواء اللبنانية بشكل تام». ونقلت الصحيفة عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها «صحيح أن قوات اليونيفيل تقوم بعمل جيد، لكن ممنوع علينا الاعتماد على غيرنا، بل على أنفسنا فقط. فمن أجل الحفاظ على اليقظة، وإلى حين التنفيذ الكامل للاتفاق بين إسرائيل والأمم المتحدة وإعادة الجنود الأسرى إلى البيت، سيواصل الجيش الإسرائيلي التحليق في سماء لبنان، لكن هذه المرة بشكل موضعي جداً ومحدد».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإنه في أعقاب الانتقاد الذي وُجه أكثر من مرة إلى النشاط الجوي للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، فإن «المؤسسة العسكرية راضية. زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر وزراء الدفاع في حلف الأطلسي، مرت من دون مشاكل، حيث لم يُسمع أي انتقاد هذه المرة من جانب محافل الأطلسي، كما لم تُسمع انتقادات إزاء نشاط الجيش الإسرائيلي على طول الحدود في الأسبوع الماضي الذي هدف إلى نزع الألغام، على الرغم من حصول تبادل للنار بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي».