strong>يحيى دبوق
نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس عن مصادر وصفتها بأنها «استخبارية غربية» قولها إن ايران تعمل على تطوير تقنية جديدة لتخصيب اليورانيوم في موقع سري بعيد عن أعين الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الإيرانيين يعملون ليلاً ونهاراً على إنهاء مشروعهم النووي رغم ابتعادهم سنوات عن اجتياز السقف التكنولوجي الذي يمكنهم من إنتاج قنبلة ذرية.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن التقرير الاستخباري نفسه، إن الإيرانيين يصارعون ضد نقاط الخلل المسببة للتأخير في برنامجهم النووي نتيجة للتقنية المعتمدة لديهم، «لكنهم يبحثون في المقابل عن إمكانات أخرى لا تقل تطوراً» عن التقنية الحالية.
وبحسب التقرير، فإن إيران تعمل على خطة سرية لتخصيب اليورانيوم بعيداً عن أعين مراقبي الأمم المتحدة، من خلال بناء نوع جديد ومتطور من أجهزة الطرد المركزي، رغم أنها «لا تزال في مراحل التجربة المخبرية» في موقع سري في إيران.
ويذكر التقرير أن لدى الإيرانيين أربع منظومات من أجهزة الطرد المركزي في موقع تحت الأرض قرب مدينة ناتنز من نوع «بي 1»، وهي منظومات تتصدر البرنامج النووي الإيراني الحالي، رغم أنها من طراز قديم نسبياً وتستند إلى التجربة النووية الباكستانية، لكنهم في الوقت نفسه «اجتازوا منذ مدة المرحلة النظرية في برنامج تطوير سري لجهاز طرد مركزي جديد، وهم الآن في مرحلة عملية».
وتحدث التقرير عن نوع ثالث من أجهزة الطرد المركزي من طراز «بي 2»، الأكثر تطوراً من الطراز القديم، لكنه لا يزال في مرحلة الدراسة والفحص، إذ إن «الإيرانيين يشغّلون عشرات أجهزة الطرد المركزي من دون فائدة عملية»، بمعنى من دون يورانيوم، وهذه «التجربة تجري في منشأة نووية في ضاحية كرج بالقرب من طهران وفي منشأة أخرى بالقرب من أصفهان».
وتضيف الصحيفة أن المعلومات الموجودة في الغرب تفيد بأن كل منظومة من المنظومات الأربع في منشأة ناتنز تضم 164 جهاز طرد مركزي، بمجموع يصل إلى 656 جهازاً، وهي عماد المشروع النووي الإيراني حالياً، «لكنها لا تعمل بكل طاقاتها الإنتاجية بسبب نقاط خلل تظهر فيها»، ما يعني أن «حجم العمل لا يكفي لإنتاج قنبلة نووية، والمطلوب عمل نحو سبعة آلاف جهاز طرد مركزي لمدة عام» كامل من أجل الوصول إلى معدل تخصيب 90 في المئة، وهو الحد الأدنى المطلوب لإنتاج المادة الإشعاعية المستخدمة في السلاح النووي.
وتحدث التقرير عن أن الإيرانيين بعيدون أعواماً عن تحقيق غاياتهم، لكن لحظة «اجتياز السقف التكنولوجي تتعلق أساساً بالمرحلة التي يتغلبون فيها على نقاط الخلل»، وإذا وجدوا حلاً لهذه النقاط فإنهم «ينتجون أجهزة طرد مركزي أخرى ويبدأون العمل من دون عراقيل». ويقدر دبلوماسيون ومحافل استخبارية، بحسب الصحيفة، أنها «مسألة وقت ستأتي آجلاً أو عاجلاً».
ويذكر التقرير أن الإيرانيين يجتهدون بشكل حثيث على إنهاء المشروع النووي، بل إن «مئات من التقنيين والمهندسين يعملون في مفاعل ناتنز طوال 24 ساعة في اليوم، وأُلغيت كل الإجازات المستحقة لكل العاملين (في المنشأة) من مسؤولي البرنامج النووي الإيراني».