علي حيدر
أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس أنه إذا لم يتّحد العالم ضد إيران الآن، فإن النهاية لن تكون جيدة، مشددة على أن ثمة أهمية لمواجهة السلوك الإيراني الآن، لا بعد حين، فيما رأى نائبها للشؤون السياسية، نيكولاس بيرنز، أن المواجهة العسكرية مع طهران ليست حتمية، معرباً عن اعتقاده بقدرة الحل الدبلوماسي على معالجة الملف النووي الإيراني، وداعياً إلى إصدار قرار عقوبات جديد ضد الجمهورية الإسلامية في مجلس الأمن الدولي.
وتطرقت رايس، خلال مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إلى مقارنة زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بين تعامل الأسرة الدولية الحالي مع الملف النووي الإيراني والسياسة التي اتبعتها حيال ألمانيا النازية عام 1938. وقالت إن «المقارنات التاريخية تروقني، لكن ليس إلى هذا الحدوانتقدت رايس السياسة الإيرانية لأنها تتعارض بوضوح مع مصالح الولايات المتحدة وكل الذين يسعون إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط. وقالت: «إننا نرى ذلك في العراق، كيف يواصل الإيرانيون دعم التحركات المخلة بالأمن، بما في ذلك تزويد (المقاتلين) التقنيات التي تقتل جنودنا. كما نرى هذا التصرف أيضاً في لبنان والأراضي الفلسطينية».
ووصفت رايس المواقف السورية بأنها تابعة لإيران التي تسعى إلى «حيازة تكنولوجيا نووية يمكنها أن تقود إلى حيازة سلاح نووي، بالإضافة إلى وجود رئيس إيراني (محمود أحمدي نجاد) يطلق أقوالاً، يحظر على أي رئيس إطلاقها، بأنه يجب محو إسرائيل».
وذكّرت رايس، في هذا السياق، بالخطوات التي أقدمت عليها الولايات المتحدة لكبح التهديدات الإيرانية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على إيران، «الذي اتخذ بالإجماع وصدم الإيرانيين»، وإرسال حاملة طائرات إضافية إلى الخليج وخطوات ضد الجهاز المصرفي في إيران والاستثمارات الأجنبية فيها.
وعما إذا كان بإمكان الإسرائيليين أن يكونوا مطمئنين إلى أن الوقت الحالي ليس مشابهاً لعام 1938، قالت رايس إنه لا يمكنها الانطلاق من المقارنة التاريخية، لكنها أكدت أنه إذا لم يتحد العالم ضد إيران الآن فإن «النهاية لن تكون جيدة». وطالبت المجتمع الدولي «بالتوحد ضد السياسة الإيرانية العدوانية»، مشيرة إلى أن «ثمة أهمية لمواجهة السلوك الإيراني الآن، لا بعد حين».
في هذا السياق، أوضح بيرنز، في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، أن لدى الولايات المتحدة «وقتاً للتعامل مع إيران، رغم أن المسؤولين الإسرائيليين شددوا من لهجتهم ضدها في الآونة الأخيرة». ونوه بالتعاون مع إسرائيل التي «يوجد تماثل في وجهات النظر بينها وبين الإدارة الأميركية»، مشيراً إلى أن «إحدى أهم أولوياتنا هي العمل بشكل مباشر مع إسرائيل وأن نكون شريكاً جيداً لها»، وكاشفاً عن نقاشات أُجريت أخيراً مع الإسرائيليين تتعلق «بتوحيد الجهود ضد إيران».
وأشار بيرنز، الرجل الثالث في وزارة الخارجية الأميركية، إلى احتمال بدء العمل على إصدار قرار جديد ضد إيران في مجلس الأمن، بعد أن يقدم رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريره في الأسبوع المقبل عما «إذا كانت إيران قد امتثلت للقرار 1737 الصادر في كانون الأول الماضي» الذي يفرض عليها عقوبات غير قاسية، معرباً عن اعتقاده بأن تقرير البرادعي سيكون سلبياً تجاه إيران.
وشدد بيرنز على إمكان أن تمنع الدبلوماسية إيران من امتلاك السلاح النووي، معرباً عن اعتقاده أن «المواجهة مع إيران ليست حتمية، وهي غير مرغوب فيها، إذ إن المشكلة النووية وكل المشاكل الأخرى قابلة للحل دبلوماسياً». لكنه شدد على أنه ليس هناك أحد في الإدارة الأميركية أو خارجها لا يرى «ضرورة استنزاف الحلول الدبلوماسية (قبالة إيران) خلال الأشهر القليلة المقبلة».