strong>يحيى دبوق
لا تزال الحلبة السياسية في إسرائيل مشغولة بتداعيات القنبلة التي فجرها رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوسي بيداتس، الذي أكد أن حزب الله استعاد قدراته العسكرية في لبنان، في وقت تجري فيه قوات الاحتلال مناورات في الجولان، هي الأولى من نوعها منذ عام 2000

انضم كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير دفاعه عامير بيرتس ورئيس هيئة أركان الجيش غابي اشكنازي أمس إلى نائب رئيس الوزراء شمعون بيريز في رفضه لتقديرات بيداتس القائلة بأن حزب الله زاد من قوته بعد عدوان تموز الماضي.
وقال أولمرت إن «حزب الله يعيد تسليح نفسه، إلا أنه يجد صعوبة في إعادة التموضع في معاقله الحدودية السابقة»، واصفاً وضع الحزب في المرحلة الحالية بأنه «أصبح اليوم أضعف بكثير مما كان عليه قبل الحرب».
وأكد أولمرت أن قوات اليونيفيل والجيش اللبناني يكبحان حزب الله في جنوب لبنان، إذ عندما «يحاولون (في حزب الله) الظهور الآن، فإن القوة الدولية والجيش اللبناني ينزعان سلاحهم ويلقيان القبض عليهم»، مشيراً إلى أن من «شبه المستحيل» على هذا الحزب أن يعمل في جنوب لبنان. وحاول توجيه رسالة طمأنة إلى الجمهور الإسرائيلي قائلاً: «لست متأكداً من أن لديهم (في حزب الله) أي رغبة في محاربة إسرائيل ثانية».
أما بيرتس فقال من جهته أمس إن الجيش الإسرائيلي قام بمناورات واسعة النطاق ترمي إلى تطبيق الدروس المستخلصة من الحرب الأخيرة على لبنان، رغم تأكيده أنها لا تمهد إلى نزاع محتمل في المنطقة.
وقال بيرتس، للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن «الجيش الإسرائيلي قام بمناورات في هضبة الجولان (المحتلة)، هي الأكبر منذ خمس سنوات، لكن إجراء هذه المناورات في هذا القطاع لا يعني إطلاقاً أنها مرتبطة بنزاع محتمل في المنطقة». وأضاف بيرتس، الذي عاين بنفسه المناورات إلى جانب أشكينازي، أن هذه هي نقطة «بداية مهمة لتطبيق خطة العمل (في الجيش الإسرائيلي) لعام 2007، التي في أساسها الكثير من التدريبات مقارنة بالماضي، إذ إنها تشمل، فضلاً عن تدريب القوات النظامية، تدريبات لقوات الاحتياط»، مشيراً إلى أن العمل جار في مناطق ترى قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أنها مناسبة لإجراء المناورات فيها، مكرراً القول إنه «ليس في ذلك أي إعلان يتعلق بتوتر قائم على الجبهة الشمالية».
واستغل اشكينازي المناورات ليدخلا على خط السجال الداخلي في إسرائيل في ما يتعلق بالمستوى الذي بلغه حزب الله في إعادة ترميم قدرته العسكرية. وقال إن "حزب الله لا يزال بعيداً كل البعد من استعادة القدرات العسكرية التي كان يملكها قبل الحرب» على لبنان.
ورد اشكينازي على عرض وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالقول إن «قدراته (حزب الله) وحريته في القيام بعمليات في لبنان أصبحت محدودة أكثر بعد الحرب»، مشيراً إلى أن «حزب الله يسعى إلى استعادة القدرات العسكرية التي خسرها خلال الحرب الأخيرة»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن هناك اتفاقاً على «أننا لم نصل إلى هذه المرحلة».
وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس تفاصيل تتعلق بالمناورات المذكورة، مشيرة إلى أنها «المرة الأولى منذ ست سنوات يقوم لواء نظامي في الجيش الإسرائيلي بتدريبات بتشكيلة كاملة، وتنفيذ (دروس) عبر الحرب في لبنان بمشاركة كاملة من سلاح الجو وقوات المدرعات والمدفعية والهندسة».
ونقلت الصحيفة عن ضابط في شعبة العمليات في لواء المظليين، الذي يعتبر لواء نخبة في الجيش الإسرائيلي، قوله إن «التدريب أصعب بكثير من الحرب، إذ إن هناك صعوبات ضخمة أمام الجنود وأمام الضباط الصغار الذين لم يخوضوا تجربة تدريبات كهذه، فاذا كان الجنود جيدين في الحرب الأخيرة فإنهم سيكونون ممتازين في الحرب المقبلة».

منظومة رصد
ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أول من أمس أن حزب الله أنهى في الأسابيع الأخيرة إنشاء منظومة رصد جديدة متطورة عوضاً عن تلك التي دمِّرت في الحرب الأخيرة. ونقل مراسل القناة عن ضباط في الجيش تقديرهم أن حزب الله ينجح مرةً أخرى تماماً في رؤية ما يقوم به جيش الاحتلال على طول الحدود.