مهدي السيد
لا تزال الجهود التي يبذلها «حزب الله» لبناء ترسانته العسكرية تقض مضاجع المحافل الأمنية والسياسية في إسرائيل، وهو ما يجد تعبيراً له في استمرار التقارير شبه اليومية الإسرائيلية عن هذا الموضوع.
وكشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، عن تقارير تشير إلى أن حزب الله يملك اليوم في جنوب لبنان وشمالي الليطاني أكثر من 10 آلاف صاروخ قصير المدى.
بيد أن المخزون الكبير من السلاح الذي يملكه حزب الله موجود الآن في سوريا، بحسب فيشمان، الذي أضاف إن الحديث يدور عن ذخيرة إيرانية وسورية بكميات تفوق تلك التي كانت لدى حزب الله عشية الحرب، مشيراً إلى أنه في «توقيت سياسي مناسب يخدم مصلحة السوريين وحزب الله سيتفجر السد: والتدفق المضبوط سيصبح طوفاناً».
ويرى فيشمان أن الفارق الذي برز قبل يومين في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بين رواية شعبة الاستخبارات، كما عرضها رئيس دائرة البحوث، والتعديل الذي قدمه وزير الدفاع هو دلالي فقط، «ذلك أن المعدات التي يفترض أن تعيد ما فقده حزب الله في الحرب بل وتتجاوز ذلك، هي في المحيط، ووزير الدفاع يسمي هذا قدرة كامنة، أما في شعبة الاستخبارات فيرون في ذلك تعاظماً ملموساً للقوة».
وعليه، يرى فيشمان أن النتيجة في النهاية واحدة، ويحذر من أن «القدرات الكامنة ستخرج إلى حيز الفعل في بضعة أشهر، وستُفتح الصناديق، إذا توقفت الميول السياسية السلبية في لبنان، وإذا واصلت إسرائيل تجاهل الإشارات (السلمية) السورية».
وبحسب التقرير، فإن الأمر لا يتعلق فقط بصواريخ قصيرة المدى، بل إن الافتراض العملي يتناول تهريب صواريخ متوسطة وبعيدة المدى أكثر تطوراً مما كان يملكه الحزب سابقاً.
ويضيف فيشمان إن «حزب الله ينتظر بصبر المعدات التي تصل من إيران الى سوريا في الجو والبحر والبر. والدرس المركزي لديه هو أنه في الحرب الأخيرة لم يُطلق ما يكفي من الصواريخ الى اسرائيل. فالوجبة اليومية المتوسطة، 250 صاروخاً، ثلثها في مناطق مأهولة، لم يكن كافياً. حزب الله يريد مضاعفة هذه الكمية بضعفين أو ثلاثة. وإذا كانت إسرائيل بالفعل تعتزم إسقاط نحو الف صاروخ في اليوم فإنها في غضون أسبوع ستفلس».
وينتقل فيشمان إلى مساعي حزب الله لإعادة بناء قوته وبنيته الداخلية. وفي هذا المجال يشير إلى أن حزب الله «يستعد لوجستياً في بعلبك واستراتيجياً في بيروت وعملانياً في الجنوب. وإلى اليوم لا تزال البنية التحتية في الجنوب غير مستعدة لمقاتلة اسرائيل بالمستوى الذي عرفناه. لكنّ أساس هذه البنية التحتية ــــــ القوة البشرية، والخنادق، ومواقع اطلاق الصواريخ، ومراكز القيادة والتحكم ــــــ التي دمرت في الحرب تُرمم بالتدريج».