علي حيدر
انقسام إسرائيلي في شأن الموقف من الدعوات السلمية لسوريا لا يتجاوز السقف الأميركي

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس طالبت المسؤولين الإسرائيليين، خلال زيارتها السابقة في كانون الثاني الماضي الى إسرائيل، بعدم محاولة حتى جس النبض لتقصي النيات السورية في شأن إمكان التوصل الى اتفاقية سلام.
وبررت رايس موقفها هذا، بحسب الصحيفة، بأن «محادثات» من هذا النوع تنطوي على «منح جائزة لدمشق، التي تواصل المس باستقلال لبنان وحكومته الشرعية في بيروت، فضلاً عن أن «سوريا ضالعة في أعمال مضادة للقوات الأميركية في العراق وتواصل الى جانب الإيرانيين تسليح حزب الله».
ويأتي الموقف المتشدد من جانب الولايات المتحدة بعد ملاحظتها أن «هناك توجهاً إسرائيلياً لاستيضاح النيات السورية». وفي هذا السياق، ذكرت «هآرتس» أن السوريين «حاولوا أخيراً إرسال مبعوثين من أوروبا الى القدس لنقل رسائل الى الزعامة الاسرائيلية»، مشيرة الى أن المبعوثين لم يكونوا سوريين بل «مبعوثين غير مباشرين» من بريطانيا، بينهم دبلوماسيون أميركيون سابقون.
ويسود تقدير، بحسب الصحيفة، بأن محاولات جس النبض السوري تجري من جانب محافل مقربة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ويتوجه المبعوثون الى محافل اسرائيلية مختلفة لعقد اتصالات مع محافل رسمية.
واشارت المصادر الاسرائيلية، التي تناولت في حديثها الطلب الأميركي، الى الخلاف داخل الأجهزة الاستخبارية في شأن مدى جدية الرئيس السوري بشار الأسد في اقتراحاته إجراء مفاوضات سلام بين الجانبين؛ ففيما يرى رئيس الموساد، مئير دغان، أن الاشارات التي ترسلها سوريا ليست سوى مناورة إعلامية فقط، تتعدد الآراء داخل شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، حيث يقول البعض إن الرئيس السوري جدي في اقتراحاته، من دون أن يعني ذلك أن مواقفه ستكون مريحة لإسرائيل في المفاوضات، إذ إن هناك احتمالاً كبيراً لفشلها.
والجدير ذكره ايضا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، تبنّى حتى الآن الموقف الأميركي المتصلب في هذا الشأن، وقرر عدم إجراء أي مفاوضات، أو حتى محاولة «جس النبض». بينما هناك، في المقابل، موقف داخل وزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين اكثر انفتاحاً، ويتمثل في الدعوة إلى اختبار الاقتراحات السورية بطرق مختلفة.
لكن رغم هذه الآراء «المنفتحة»، لا يزالون في وزارة الدفاع الإسرائيلية «يقظين لحقيقة أن سوريا تؤدي دوراً نشطاً للغاية في التسلح المتجدد لحزب الله بالصواريخ... وسوريا تساعد ايران على تسليح حزب الله بالصواريخ البعيدة المدى. وبحسب إحدى المعلومات، فقد استجاب السوريون لاقتراح ايراني بأن يكون رجالهم اكثر نشاطاً في ادارة شبكة الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، قد طلب أول من أمس، بعد نشر «هآرتس» تقريراً حول التسلح السوري، عدم إطلاق أي تصريحات في الشأن السوري. كما طالب بالامتناع عن التصعيد في التصريحات. وقال إن الوضع الميداني سيتم فحصه بموجب الحقائق، وأن الجيش الإسرائيلي سيكون مستعداً بما يتناسب مع ذلك.