مهدي السيد
تعتزم إسرائيل طلب مليار دولار أميركي كمساعدة إضافية من الولايات المتحدة لمواجهة التغييرات الاستراتيجية المستجدة في الشرق الأوسط، بدءاً من عدم الاستقرار في لبنان وانتهاءً بالتحول النووي الإيراني. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى العاصمة الأميركية في الاسابيع المقبلة لأجل هذه الغاية. ويضم الوفد، الذي يرأسه حاكم مصرف إسرائيل ستانلي فيشر، مندوبين من وزارتي الدفاع والخارجية الاسرائيلتين، إضافة إلى مندوبين عن الجيش ومجلس الأمن القومي.
وأضافت الصحيفة إن الوفد الإسرائيلي ينوي تقديم مطالعة أمام الإدارة الأميركية «التي هي في غاية العطف على إسرائيل»، والبحث في طلب زيادة المساعدة المالية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لتل ابيب، مشيرة إلى ان الوفد سيقدم أمام الأميركيين عرضاً بيانياً توضيحياً تعكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إعداده حالياً «يعلل الحاجة العاجلة إلى طلب الزيادة في ميزانية الدفاع (الإسرائيلية) بسبب تعاظم التهديدات الإقليمية»، التي تواجهها إسرائيل.
وبحسب «يديعوت»، فإن من بين التهديدات التي سيجري عرضها: «انعدام الاستقرار السياسي والعسكري في لبنان، وإمكان تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية لاسرائيل، وانعدام الاستقرار في السلطة الفلسطينية وإمكانات التطرف في المناطق (الفلسطينية)، لكن قبل كل شيء، التحول النووي الايراني والدور المتعاظم لايران في الشرق الأوسط».
وتقدر محافل في إسرائيل أن الرقم الواقعي الذي يمكن الوصول إليه مع الأميركيين هو نصف مليار دولار يتم تقسيطه على عشر سنوات، أي مئة مليون دولار تضاف إلى المساعدات الأميركية المباشرة لإسرائيل، والمقدر ان تصل عام 2008 إلى 2.4 مليار دولار.
يذكر ان إسرائيل تتلقى من الولايات المتحدة منحة مالية ثابتة منذ أكثر من عشرين عاماً. وبقيت قيمة هذه المساعدات مستقرة عند ثلاثة مليارات دولار سنويا، قبل أن تبدأ في العقد الأخير بالانخفاض تدريجياً بمقدار 60 مليون دولار سنوياً، لتصل المساعدة المقدرة في العام الحالي إلى نحو 2.4 مليار دولار، أي ما يزيد عن عشرة مليارات شيكل.
ولا تشمل هذه المنحة مساعدات إضافية تتلقاها إسرائيل من وزارات أميركية متعددة، كما لا تشمل مبالغ ضخمة يجري اقتطاعها من ضريبة المكلفين الأميركيين كإعفاء خاص تحت عنوان التبرعات الخيرية، وتصل قيمتها السنوية إلى نحو ثلاثة مليارات دولار سنوياً.
وكانت إسرائيل قد حصلت أيضاً في بداية التسعينيّات على ضمانات قروض من واشنطن بقيمة 10 مليارات دولار. وعادت وحصلت على ضمانات مماثلة قبل أربع أعوام بقيمة 9 مليارات دولار، إضافة إلى مليار دولار كهبة خاصة، لمواجهة انتفاضة الفلسطينية.