علي حيدر
بدا الخلاف واضحاً أمس بين جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، امان، وجهاز الموساد حول الموقف الواجب اتخاذه من الدعوات السورية إلى استئناف المفاوضات السياسية مع دمشق وإن اتفقا على استبعاد الحرب معها.
وتؤكد «أمان» ان على اسرائيل أن تستجيب للدعوات التسووية السورية فيما يدعو «الموساد» اسرائيل الى عدم اتاحة الفرصة امام دمشق لإبعاد الضغط الدولي عنها. إلا أن الجانبين يتفقان على أن امكان نشوب حرب هذا العام بين اسرائيل وسوريا متدنّ جدّاً مع وجود تباين في اسباب استبعادها.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية إن الخلاف بين امان والموساد بلغ الذروة، في وقت بدأت مختلف اجهزة الاستخبارات عرض تقاريرها المتعلقة بأحداث العام الماضي (2006) وتقديراتها بخصوص العام الجاري، امام اعضاء الحكومة الاسرائيلية، لكن من دون الكشف عن المعلومات الاستخبارية الخام التي ترتكز عليها.
وقدم العرض الاساسي أمام الحكومة الإسرائيلية أمس، كل من رئيس امان اللواء عاموس يدلين ورئيس الموساد مئير دغان ورئيس الشاباك يوفال ديسكين، بالإضافة إلى ممثلي مجلس الامن القومي ووزارتي الخارجية والشرطة.
ويسود داخل امان رأيان مختلفان ازاء المفاوضات مع سوريا: احدهما يقول إن دمشق معنية بالتفاوض بالاساس من أجل رفع الضغط الدولي عنها، والنابع من دعمها للإرهاب، وهي لا تنوي التوقيع على اتفاق سلام مع اسرائيل في آخر المطاف.لكن التوصية الرسمية لـ «امان» تقول، بحسب «معاريف»، إن «على اسرائيل الاستجابة للدعوة السورية إلى اجراء المفاوضات»، مشيرة إلى أن اجراءها سيبدد التوتر ويبعد خطر الحرب، خاصة انه إذا لم تستجب اسرائيل لدعوة السوريين إلى المحادثات، فإن ذلك سيدفعهم قطعاً لانتهاج الخيار العسكري.
ويتفق امان والموساد في الوقت نفسه على أن سوريا قد شرعت في سباق تسلح حثيث إثر الحرب في لبنان، مع تقديرهما بأن احتمال نشوب حرب مع سوريا خلال العام الجاري متدنّ جدّاً.
ويرون في «امان» أن السوريين لن يبدأوا الحرب قبل استنفاد محاولات التوصل الى السلام مع اسرائيل، بينما يقدرون في الموساد أن السوريين لن يشرعوا في الحرب في هذا العام من خلال تقديرهم بأنهم لا يمتلكون القدرة بعد على مواجهة اسرائيل، وبالتالي سيسرِّعون سباق التسلح حتى يستعدّوا لمواجهة الدولة العبرية في أواخر العقد الجاري.