strong>شاؤول موفاز
يختبر الشرق الأوسط تحولات تاريخية وجوهرية، وتواجه دولة إسرائيل سلسلة من التحديات المعقدة، التي تتسم بأهمية عالية جداً. ولا تواجه هذه التهديدات إسرائيل وحسب، بل هي موجهة أيضاً إلى الولايات المتحدة والى أوروبا والى كل العالم الحر.
أعتقد أن عام 2007 سيكون عاماً حاسماً. على العالم أن يقرر في هذا العام أين يقف: إلى جانب سباق نووي في الشرق الأوسط مع جبهة راديكالية قوية، أم أفق جديد قائم على البراغماتية والاستقرار؟
النموذج الإيراني لعام 2007 يشمل كل العناصر القادرة على زعزعة التوازن في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع: نظام آيات الله المتعصب، وقدرات إطلاق (صواريخ) طويلة المدى، ورغبة في امتلاك أسلحة نووية، إضافة الى تورط متأصل في الإرهاب.
علينا أن نواجه هذا الواقع، حيث تمثل إيران قلب المشكلة في الشرق الأوسط وإنذاراً يهدّد العالم أجمع. إنها المشكلة التي يجب معالجتها قبل أن يتأخر الوقت كثيراً.
علينا أن نقلق من الصلة ما بين النية والقدرات، فنوايا طهران واضحة جداً، وها هو (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد يكررها كل يوم وكل ساعة (تدمير إسرائيل)، بينما لدى إيران قدرات تتطور وتتقدم إلى الأمام باستمرار، وفي اليوم الذي تحوز فيه القدرات، ستطبق نواياها، ويجب ألا نصل إلى هذا اليوم.
قوة إيران الإقليمية في تصاعد. وهناك توسع للهلال الشيعي: إيران، والعراق (الذي يقوده للمرة الأولى في تاريخه قائد شيعي، مع تغيير للتوازن التاريخي بين السنة والشيعة الموجود منذ مئات السنين)، إضافة إلى سوريا كحليف، ولبنان أيضاً الذي يبلغ سكانه الشيعة أربعين في المئة من السكان. ومعنى ذلك بسيط: كتلة شيعية قوية، تعني إيران قوية.
إضافة إلى ذلك، تتعاظم قوة «حماس» وحزب الله كما هو ثابت، مع ضعف لأوضاع المعتدلين في العالم العربي والتعثر الدولي في ما يتعلق بالنزاع حول الملف النووي الإيراني؛ كل ذلك يتيح لإيران أن تستمر في مساعيها والتحول إلى قوة إقليمية كبرى.
تتسابق إيران باتجاه حيازة القدرات والاسلحة النووية، التي تمثل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل، إضافة إلى كونها خطراً على استقرار الشرق الأوسط والعالم أجمع. إن شرقاً أوسط مع إيران نووية لن يكون نفسه، بل لن يكون العالم نفسه أيضاً.
لا يمكن العالم أن يسمح لدولة متطرفة وأصولية وحماسية لا تخفي نواياها في محو الأمة اليهودية عن وجه الأرض، بأن يكون لديها سلاح دمار شامل.
يجب على العالم الحر ألا يتعثر في مساعيه لوقف جهود إيران النووية ثم يأمل أن يحدث الأفضل، وبرنامج إيران النووي ليس مشكلة اسرائيل وحسب، بل هو مشكلة العالم بأسره.
ستطلق الأسلحة النووي في أيدي إيران سباقاً للتسلح النووي في الشرق الأوسط، وستسعى دول أخرى لامتلاك أسلحة كهذه، والمحيط المتفجر في الأساس سيتحول إلى جحيم.
لدينا، على العكس من السابق، إجماع دولي على إيران بأنها تطور برامج نووية لأهداف عسكرية. وتدرك كل من أوروبا والولايات المتحدة إضافة إلى دول أخرى، أن إيران على وشك امتلاك أسلحة دمار شامل.
يبدو أن إيران ستكمل طريقها، وستستمر في مناوراتها الاحتيالية واستغلالها للشرخ القائم في العالم ـــــ التمايز بين أوروبا والولايات المتحدة ومعارضة الصين وروسيا.
يملك العالم الحر الأدوات للرد على التهديد الإيراني، لكنه يحتاج إلى تكثيف خطواته وأن يعمل بحزم إزاء إنهاء هذا التهديد عن العالم.