بدأت بوادر تحوّل مسار العلاقات بين بغداد والرياض تظهر جلياً، تحديداً بعدما دعا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى زيارة الرياض، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، أمس، بحسب ما أعلن المكتب الاعلامي للعبادي.وتأتي هذه الخطوة بعد أعوام من التوتر شهدتها العلاقة بين الرياض وبغداد إبان حكم رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، قبل أن تتحسن منذ تسلم العبادي مهماته في أيلول، وانخراط السعودية في «التحالف الدولي»، بقيادة واشنطن، ضد تنظيم «داعش».

وجاء في البيان: «بحث السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في اتصال هاتفي مع ملك المملكة العربية السعودية... سلمان بن عبد العزيز تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والحرب ضد تنظيم داعش الارهابي».
هادي العامري: بعض الضعفاء يقولون نحتاج إلى الأميركيين في المعارك
وأضاف أن الملك سلمان وجه «دعوة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لزيارة المملكة العربية السعودية».
وكانت السعودية، بعد خروج القوات الأميركية من العراق عام 2011، وغياب دورها، تتهم المالكي باعتماد سياسات إقصائية «بحق السنّة»، بينما اتهمها هو بدعم «الارهاب» في بلاده.
وأتى الاتصال بالملك السعودي ضمن سلسلة اتصالات أجراها العبادي، أمس، مع زعماء إقليميين، هم الملك الاردني عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الذي بدأت بلاده تشير إلى دور لها في عملية «تحرير الموصل». وأكد العبادي، خلال هذه الاتصالات، مشاركة «كافة أبناء الشعب العراقي» في قتال تنظيم «داعش»، وأن استراتيجية الحكومة تقضي بتسليم المناطق المستعادة من التنظيم «الى أبناء الشرطة المحلية».
وأتت هذه الاتصالات في وقت تطوّق فيه القوات الامنية مدينة تكريت التي يسيطر عليها التنظيم، بعد ثلاثة أسابيع من بدئها. وتقدمت القوات في محيط تكريت، إلا أن اقتحام المدينة كان صعباً بسبب العبوات الناسفة التي زرعها «الجهاديون»، ما حوّل العملية في الوقت الراهن الى ما يشبه الحصار للمدينة.
في هذا الوقت، كانت لافتة أمس الزيارة التي قام بها رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي»، السيد عمار الحكيم، للعاصمة الأردنية عمان، حيث استقبله الملك الأردني وجرى «بحث العلاقات الأردنية العراقية وسبل تعزيزها... واستعراض مجمل التطورات الراهنة في المنطقة».
في غضون ذلك، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جون برينان، إن زخم «داعش» في العراق وسوريا جرى إضعافه، وإن التنظيم «لا يتقدم» كما كان من قبل. وقال لبرنامج «فوكس نيوز صنداي»: «من الوضح أن زخم تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا والعراق جرى إضعافه كما جرى إيقاف التنظيم، ومن ثم فهو لا يتقدم كما كان منذ شهور مضت».
وقال برينان: «تحقق بعض التقدم من خلال عملنا مع العراقيين ومساعي العراقيين لصدّ التنظيم». وتابع أنه رغم أن الولايات المتحدة وإيران تقاتلان التنظيم المتطرف، إلا «أنني لا أعتبر إيران دولة حليفة» في هذا القتال.
وأتى الحديث الأميركي في الوقت الذي انتقد فيه زعيم «منظمة بدر» (إحدى أبرز ركائز الحشد الشعبي)، هادي العامري، اعتبار بعض المسؤولين العراقيين أن مشاركة «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن «ضرورية» في معركة استعادة تكريت.
وقال العامري، رداً على سؤال عن مشاركة طائرات «التحالف» في العملية، «لا نحتاج»، وذلك في تصريحات إلى الصحافيين في معسكر أشرف شمال بغداد. وأضاف «بعض الضعفاء في الجيش... يقولون نحتاج الأمريكان (الأميركيين)، أما نحن فنقول لا نحتاج الامريكان».
في سياق آخر، قال العامري إن قائد «فيلق القدس» الايراني، اللواء قاسم سليماني، يحضر في العراق «متى ما نحتاجه».
(الأخبار، أ ف ب)