علي حيدر
نقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت قوله إنه يرغب في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال عام، يتضمّن حلًّا لكل القضايا الجوهرية العالقة بين الطرفين، لكنه شدد على وجوب عدم تحديد جدول زمني لتنفيذ الاتفاق، كما يرغب الفلسطينيون.
وأضافت الصحيفة أن أولمرت قال في مداولات مغلقة اجراها أخيراً إن إسرائيل تحظى «بذخرين مهمّين» مع إدارة الرئيس الاميركي بوش، وهما «رسالة عام 2004 الى رئيس الحكومة (الاسرائيلية) في حينه اريئيل شارون، التي أقرّ فيها بوش بأن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية ستبقى بيد اسرائيل حتى بعد التسوية الدائمة، اضافة الى خريطة الطريق للعام 2003، التي توجب على السلطة (الفلسطينية) أن تفكك البنية التحتية للإرهاب قبل إقامة الدولة الفلسطينية».
وشدّد أولمرت على أنه معنيّ بالتوقيع خلال عام على اتفاق مع الفلسطينيين «يتضمن كل المسائل الجوهرية»، مشيراً إلى أن اسرائيل لن تكون اكثر راحة «لأن الادارة (الأميركية) المقبلة لن تكون ملتزمة بهذه المبادئ وبالقدر نفسه، خاصة أن الرئيس المقبل لن يكون في وسعه تكريس وقت للعملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين في العام الاول من ولايته».
وقالت الصحيفة إن اولمرت يعرب عن معارضته لتحديد جدول زمني ملزم لتطبيق الاتفاق المنشود، مشيرة الى أنه «في الوقت الذي يتطلع فيه إلى التوقيع على اتفاق خلال عام، يشترط على السلطة الفلسطينية أن تفي بتعهداتها الأمنية الواردة في خريطة الطريق»، في إشارة الى وجوب تفكيك البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية قبل تنفيذ الاتفاق.
وتطرق أولمرت، بحسب الصحيفة، الى «التقدم في المفاوضات» مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه «للمرة الاولى، توجد حكومة فلسطينية تعلن أنها مستعدة للسلام معنا، وسأجلس معهم كي نقوم بما يلزم للوصول في نهاية الأمر الى خطوة واحدة وكبيرة في الشرق الاوسط». وأعرب أولمرت عن امله أن تكون «الخطوة الأولى في المؤتمر المزمع عقده في الولايات المتحدة»، الذي عاد وشدّد على أنه ليس مؤتمر سلام بل «لقاء دولي هدفه خلق اجواء مناسبة لاستمرار المحادثات» مع الفلسطينيين.
وفي مقابل ما نُقل عن أولمرت، أشارت «هآرتس» الى أن مصادر سياسية اسرائيلية أكدت أمس انه «لا تقدم في الاتصالات الدائرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في صوغ بيان مشترك يجري اعلانه في مؤتمر انابوليس»، موضحة أن «لقاء وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مع نظيرها الفلسطيني احمد قريع انتهى من دون نتائج».
وفي السياق نفسه، أفادت «هآرتس» بأن جهاز الأمن العام الاسرائيلي «الشاباك»، «قدّر أمام القيادة السياسية الاسرائيلية بأن عباس معني بالوصول الى انابوليس بكل ثمن، حتى وإن لم يجر استكمال البيان المشترك بينهما قبل المؤتمر، خاصة إذا رأى أن في إمكانه تجنيد الاميركيين والاسرة الدولية للضغط على اسرائيل».
ونقلت الصحيفة عن «الشاباك» تقديره بأن «الفلسطينيين سيصرّون على مساحة الارض التي ستعطى لهم ضمن الاتفاق (المنشود) من دون الاشارة الى الحدود، الامر الذي يترك ثغرة تمكّنهم من تبادل الأراضي» مع اسرائيل، مشيراً الى أن الفلسطينيين «سيحاولون الحصول على اعتراف بشرقي القدس عاصمة لفلسطين في ظل تأجيل النقاش المفصل عن حدود المدينة وإدارة الاماكن المقدسة فيها». إلا أن «الشاباك» حذّر اولمرت من الوصول الى صيغة غير دقيقة في المواضيع الخلافية والاعتراف بالحقوق الفلسطينية في القدس، إذ من شأن ذلك ان يتسبب «بفقدان اسرائيل للبلدة القديمة وحائط المبكى».