يحيى دبوق
وجه القائد السابق للمنطقة الشمالية اللواء احتياط يوسي بيليد، انتقاداً شديداً لأداء الجيش الإسرائيلي في عدوان تموز الماضي، مشيراً إلى أنه أفقد إسرائيل قدرتها الردعية، «فخرجت من لبنان وهي تجرّ ذيلها بين أرجلها». ورأى بيليد، خلال كملة ألقاها في منتدى «سبت الثقافة» في مدينة بئر السبع، وتمحورت حول تداعيات «حرب لبنان الثانية»، أن فشل إسرائيل في الحرب الأخيرة سيُقرّب الحرب المقبلة دراماتيكياً.
وأقرّ الجنرال، الذي يعدّ خبيراً عسكرياً مخضرماً، بفشل آلة الحرب الإسرائيلية في القضاء على القوة الصاروخة لحزب الله خلال العدوان، الأمر الذي تجلّى في تواصل سقوط صواريخ الكاتيوشا التي لم تتوقف إلا بفضل القرار الدولي 1701، لا بفضل الجيش الإسرائيلي.
لكن بيليد حاول رغم ذلك تبرئة جيش الاحتلال من مسؤولية هذا الفشل، وإلقاء الكرة في ملعب المسؤولين عن آلية اتخاذ القرارات. وقال إن ذلك «لا يعني أن الجيش لم يكن قادراً، بل إن النتائج جاءت نتيجة لعملية اتخاذ القرار والأداء، ونتيجة لسنوات طويلة من الاستخفاف والتآكل في الجيش، ولأن القوات البرية لم تتلق التدريبات خلال سنتين».
وقال بيليد: «إننا في الحرب الأخيرة فقدنا قوة الردع لدينا». إلا أنه رأى أن «الحرب الأخيرة قرّبت الحرب المقبلة دراماتيكياً، لأن العرب، حزب الله والسوريين، يعتقدون أننا لسنا أقوياء». وأضاف: «للمرة الأولى يقول القادة العسكريون السوريون الكبار إنه يمكن محاربتنا. الأمر ليس كما اعتقدنا».
وشنّ بيليد هجوماً على ما رآه تضخماً في قيادة الجيش الإسرائيلي، أدى إلى إلغاء العديد من الوحدات الميدانية، وإلى عدم إخضاع الوحدات الباقية للتدريبات اللازمة. و«لولا حرب لبنان الثانية، لأُلغي نصف القوات البرية». واقترح «إلغاء أربعة أو خمسة مناصب برتبة لواء، وثلاثين منصباً برتبة عميد، ومئة منصب برتبة عقيد».
في المقابل، قام بيليد باستعراض عضلات في مقابل قطاع غزة لحل معضلة صواريخ «القسّام»، طارحاً «حلاً سحرياً لا يحل المشكلة»، يتمثل بعدم إبقاء حجر على حجر في المناطق التي تنطلق منها الصواريخ. وقال: «لو كان الأمر متعلقاً بي، لكنت أعلن للفلسطينيين أن لديهم 72 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ، وفي المقابل أعمل على تقسيم قطاع غزة إلى مربعات بمساحة كيلومتر، وأُعلن أنه إذا جرى إطلاق نار من أحد الأمكنة، سيُمنح السكان 48 ساعة لإخلاء المنطقة، وحينها لن أُبقي حجراً على حجر، وأنتقل من مربع إلى آخر إذا تطلّب الأمر».