رام الله ــ أحمد شاكر
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، المفاوضات الجارية مع الإسرائيليين تمهيداً لانعقاد مؤتمر السلام في أنابوليس بأنها «صعبة وعسيرة»، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل إلى وثيقة يتم من خلالها تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة قبل انعقاد المؤتمر المرتقب.
وقال عباس، خلال كلمة في رام الله، أمس، «إننا في سباق مع الزمن لإعداد وثيقة قابلة للتفاوض في ما بعد، وهي بحاجة إلى الدعم والإسناد من المجتمع الدولي».
وخلال لقائه مع قيادات «فتحاوية»، قال أبو مازن «لم تكن هناك دعوة لمؤتمر دولي، وإنما كانت هناك دعوة إلى اجتماع في واشنطن لبحث القضية الفلسطينية، ومن أجل إيجاد حل نهائي للقضايا المطروحة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً». وأضاف: إن الاجتماع الدولي توسع ليشمل «اللجنة الرباعية، والدول الصناعية الثماني، وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، ولجنة المتابعة العربية، وثلاث دول أسلامية هي: تركيا، أندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى النروج، وبعض الدول التي أبدت رغبتها في حضور المؤتمر».
وقال عباس «الآن نحن نتفاوض مع الجانب الإسرائيلي وبوجود الجانب الأميركي على ما يأتي: بالنسبة لخريطة الطريق، فنحن موافقون عليها من الألف إلى الياء كما هي، وليس لدينا تحفظات عليها، ولا نقبل أن يكون عليها تحفظات من قبل أحد، وهذه إشارة إلى رفضنا ما قيل من قبل عن وجود 14 تحفظاً». وأشار إلى أن «القسم الأول من خطة خريطة الطريق فيها التزامات فلسطينية وإسرائيلية مشتركة»، قائلاً إن «الجانب الفلسطيني قد أوفى بنحو 90 في المئة من التزاماته، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يوفي بالتزاماته، وتم تشكيل لجنة للتحقق من التنفيذ».
وأضاف أبو مازن «اقترحنا تحديد موعد زمني للتفاوض والوصول إلى الحل النهائي، وهذه النقاط ليس كلها متفق عليه، وإنما هي خاضعة للبحث والمفاوضات، ونرجو الله أن نذهب ونحن مسلحون بوثيقة محددة تشمل كل هذه القضايا بالاتفاق مع الأشقاء العرب، عند ذلك يمكن الذهاب إلى مؤتمر السلام». وتابع «قبولنا بأي شيء ليس نهائياً، لأننا يجب علينا تقديمه للشعب الفلسطيني عبر استفتاء عام لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وإذا لم نتمكن من تقديم الاتفاق النهائي للشعب الفلسطيني، فإننا سنعمل على تقديمه للمجلس الوطني الفلسطيني، لا للمجلس التشريعي».
وفي السياق، أشار مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لـ«الأخبار»، أمس، إلى أن عباس سيسأل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال لقائهما اليوم الاثنين في رام الله عن «إعطاء الإدارة الأميركية الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة». ونقل عن أبو مازن قوله «إذا كان هذا الكلام صحيحاً فإنه من المصيبة أن نراهن على السياسة الأميركية التي تدعم إسرائيل سراً وعلانية».
إلى ذلك، بحث رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية طوني بلير التحضيرات الفلسطينية لمؤتمر الدول المانحة المقرر عقده في العاصمة الفرنسية باريس في كانون الأول المقبل والخطة التي تعدها الحكومة للأعوام 2008 ــ 2010، والتي تتضمن خطط تنمية وإنعاش للاقتصاد الفلسطيني وبناء المؤسسات الفلسطينية.