strong> محمد بدير
هل نحن أمام أوسلو جديد بمسمى مختلف؟ سؤال يُطرح في ضوء المعلومات التي كشفت عنها صحيفة «معاريف» أمس، والتي تفيد بحصول مفاوضات سرية فلسطينية ـــــ إسرائيلية، في موازاة تلك الدائرة بين طاقميْ الجانبين تهيئةً لمؤتمر أنابوليس، في خطوة تعيد إلى الأذهان اتفاقات أوسلو التي تمخضت عن اتفاقات سرية في موازاة المفاوضات العلنية التي كانت دائرة في تلك الفترة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبحسب «معاريف»، ثمة وثيقة تفاهم جديدة صيغت خلال سلسلة لقاءات سرية بين عضو الكنيست يوسي بيلين ومقرّبين من رئيس السلطة الفلسطينية، في مقدمهم ياسر عبد ربه، وهو عضو رفيع المستوى في الفريق الفلسطيني المفاوض، أعرب فيها الفلسطينيون عن استعدادهم للتنازل عن حق العودة الى «الأراضي الاسرائيلية».
وتكتسب هذه الوثيقة أهميتها القصوى من الصفة التي يتحلى بها أعضاء الوفد الفلسطيني المشارك في تلك المفاوضات، إذ أشارت المعلومات إلى أنه في سلسلة اللقاءات السرية بين بيلين ومقربين من أبو مازن، شارك أيضاً مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وكان «رئيس فريق المحادثات الفلسطيني، أبو علاء (أحمد قريع)، يعرف هذه الورقة ويصادق على مبادئها الأساسية»، حسبما نقلت «معاريف» عن «مصدر ضالع في الاتصالات».
وتنص الوثيقة، التي وضعت قبل لقاء أنابوليس تحت عنوان «اتفاق أساس»، على أن الفلسطينيين يعربون عن استعدادهم للإعلان منذ اليوم أن اللاجئين الفلسطينيين لن يسمح لهم بالعودة بجموعهم إلا الى الدولة الفلسطينية المستقبلية لا إلى «الأراضي الإسرائيلية». أما اللاجئون الذين يفضّلون عدم الإقامة في الدولة الفلسطينية، فستُعالج أمورهم من خلال آلية دولية تستوعب بموجبها الدول المختلفة اللاجئين وليس إسرائيل.
وبحسب الوثيقة، فإن الفلسطينيين سيعلنون، إذا ما تبنّت إسرائيل مثل هذا الترتيب، أنهم يتخلون عن مطلبهم التاريخي بشأن تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 194، الذي يفرض على إسرائيل مسؤولية حل مشكلة اللاجئين.
أما قضية القدس المحتلة، فتم التطرق إليها في الوثيقة من خلال صيغة غامضة تكون بموجبها الأجزاء العربية من المدينة تحت سيادة فلسطينية والأجزاء اليهودية تحت سيادة إسرائيل. أما في موضوع الحدود الدائمة، فقد تقرر في الوثيقة أن إسرائيل ستوافق على الانسحاب الى حدود 1967 «مع تعديلات طفيفة ومتبادلة متفق عليها بنسبة واحد الى واحد».
وتعليقاً على هذه المعلومات، نقلت الصحيفة عن «مصدر ضالع بالاتصالات» بين بيلين وعبد ربه، قوله إن «نسخة الاتفاق المكتوب سلمت الى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبل نحو عشرة أيام، والى محافل سياسية كبيرة في القدس ورام الله».
وفيما رفض عبد ربه وبيلين التعقيب على هذه المعلومات، أكد المدير العام لمبادرة جنيف، غادي بلتيانسكي، لـ«معاريف»، هذه التفاصيل.