strong> يحيى دبوق
أكدت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» أمس تنفيذ حزب الله «مناورة كبيرة» في الجنوب اللبناني، مشيرة، على لسان رئيس وحدة الأبحاث فيها العميد يوسي بيدتس، إلى أن الحزب أراد إفهام تل أبيب أنه لا يتأثر بالمناورات التي يجريها الجيش الاسرائيلي.
ويكتسب كلام بيدتس أهميته من جهتين اثنتين: الاولى تتمثل في الصفة العملية التي يشغلها بصفته مسؤولاً عن أهم وحدة استخبارية تابعة للجيش الاسرائيلي؛ والثانية، تتمثل في الهيئة التي أدلى بيدتس كلامه امامها، وهي لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، والتي عرض أمامها أمس أحدث تقرير استخباري لدى شعبة الاستخبارات، حول الاوضاع في المنطقة ولا سيما في لبنان وسوريا وإيران.
وأضاف بيدتس، خلافاً لما قيل في لبنان عن قيام حزب الله بـ«محاكاة ورقية»، أن «المناورة الكبيرة التي نفذها حزب الله في جنوب لبنان، هدفت إلى إيصال رسالة مفادها أن الحزب لا يتأثر بالمناورة الكبيرة التي نفذتها إسرائيل»، مشدّداً على وجود هدف آخر هو «تأكيد حزب الله على أنه شديد القوة داخل الحلبة (الداخلية) اللبنانية»، ومكرّراً أن «حزب الله يتعلم كيف يتعايش مع قوات الطوارئ الدولية وأنه يواصل تعزيز قوته وتعظيمها».
وكانت صحيفة «معاريف» قد ذكرت أمس، أن الجيش الاسرائيلي «يرفض التعليق أو التعرض رسمياً للتقارير اللبنانية» التي تحدثت عن المناورة. لكن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً أشار للصحيفة إلى أن «حزب الله، نفذ في الايام الاخيرة نشاطات من نوع ما، وتجري دراستها» لدى جيش الاحتلال، رغم أنه حاول التقليل من حجم المناورة التي رأى «انها ما كانت لتحصل بهذا الحجم من دون أن يعرف الجيش اللبناني واليونيفيل بها ويردّا عليها بشكل أو بآخر».
أما معلق الشؤون العربية في التلفزيون الاسرائيلي ـــــ القناة الاولى، عوديد غرانوت، فأشار إلى أن المناورة «تمثّل خرقاً فاضحاً لقرار مجلس الامن 1701، الذي ينص على منع حزب الله من العمل في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أن «حزب الله أراد من خلال المناورة التي كشفت عنها صحيفة «الاخبار» اللبنانية، ايصال رسالة الى الساحة الداخلية اللبنانية يظهر من خلالها قوته»، إضافة إلى «رسالة الى اسرائيل يشير فيها إلى أنه يتابع مناورات الجيش الاسرائيلي التي يقوم بها في الجولان والجليل أخيراً».
وشدّد غرانوت على أن المناورة، رغم الاعلان أنها ذات بعد دفاعي، فإن «جهات مطلعة على ما يجري في لبنان أكدت أن لها أبعاداً هجومية (تجاه اسرائيل)، وهو ما يجب أن يثير القلق، حتى وإن لم يجر تنفيذها من جانب وحدات مسلحة في جنوبي نهر الليطاني».
وشدد غرانوت على أنها «مناورة قيادية نفذت في مناطق متعددة، لكنها غير مسلحة»، مشيراً إلى أن «الجيش الاسرائيلي تابع طوال الوقت ما كان يحدث، لكن المسألة فاجأت بالفعل قوات اليونيفيل التي أدركت في النهاية أن التحركات التي تراها على الأرض تتعلق بمناورة ينفذها حزب الله».
وأعطى غرانوت أبعاداً للمناورة على الساحة اللبنانية، إذ أشار الى أنها «رد على مناورات الجيش الاسرائيلي في الجولان والجليل، لكنها ذات طابع هجومي أيضاً، وبالتالي فهي رسالة ليست للحكومة الاسرائيلية فحسب، بل أيضاً رسالة الى الحكومة اللبنانية في ذروة المعركة الداخلية اللبنانية حول هوية الرئيس المقبل للبنان».
بدوره علق موقع «أوميديا» على نبأ المناورة مشيراً إلى أن توقيت نشرها يرتبط برغبة حزب الله في تذكير إسرائيل بأن عليها الأخذ في الحساب وجود «جبهة ثانية» إذا قررت شن عملية واسعة ضد قطاع غزة. كذلك أراد الحزب من خلال النشر «إبداء درجة من الاستخفاف بتقارير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي اتهم حزب الله بمواصلة بناء قوته العسكرية غير الشرعية». وشن الموقع هجوماً قاسياً على وسائل الإعلام الإسرائيلية التي «وقعت مجدداً في فخ الحرب النفسية التي يشنها (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله». ورأى الكاتب في الموقع، رافي يوخنيك، أن «جمهور الهدف لهذه الحرب النفسية هو الرأي العام الإسرائيلي». ودعا وسائل الإعلام العبرية إلى استخلاص العبر اللازمة لدى تعاطيها مع «التلاعب الإعلامي لنصر الله»، معتبراً أن «حقيقة أننا لا نزال نلعب لمصلحته هي شهادة فقر (للصحافة الإسرائيلية)».