محمد بدير
يبحث وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز الملفين اللبناني والإيراني في واشنطن، التي وصلها أمس بصفته المسؤول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وذلك خلال جلسات الحوار التي ينوي عقدها في العاصمة الأميركية، والتي ستُركز على بحث كيفية العمل ضد إيران، واستعراض الوضع اللبناني.
وبحسب «هآرتس»، فإن الموضوع اللبناني مُدرج على جدول محادثات موفاز، الذي سيبحث مع الأميركيين موضوع الانتخابات الرئاسية والأزمة الداخلية اللبنانية، إضافة إلى موضوع تعاظم القوة العسكرية لحزب الله واستعداداته شمالي نهر الليطاني وجنوبيّه.
ويبدو أن موفاز لن ينتظر انعقاد جلسات الحوار الاستراتيجي مع نظرائه الأميركيين كي يتطرق إلى الملف الإيراني، حيث نقلت عنه صحيفة «جيروزاليم بوست» قوله أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية في نيويورك إن «العام المقبل سيكون أساسياً في منع إيران من امتلاك القدرة النووية». وأضاف أن «البرنامج النووي الإيراني يسير كالقطار السريع، والجهود الدبلوماسية لايقاف إيران شبيهة بالقطار البطيء. وإذا لم نستطع زحزحة القطار الإيراني عن مساره، فنحن على حافة عصر نووي سيعدل الحقيقة الإقليمية بكاملها».
وبحسب مراسل صحيفة «هآرتس»، باراك رابيد، فإنه «من المتوقع أن تتبادل كل من إسرائيل والولايات المتحدة التقديرات بشأن حالة التقدم في الرنامج النووي الإيراني، والبحث في سبل الإحباط السياسي للبرنامج، وممارسة الضغط على طهران من خلال عقوبات يفرضها مجلس الأمن الدولي ومن خارجه أيضاً، وتحديداً في ما يتعلق بالاستثمارات المالية في إيران».
وكان الملف الإيراني قد حضر بقوة على جدول الأعمال الإسرائيلي، البرلماني والحكومي، خلال اليومين الماضيين؛ فعلى الصعيد الحكومي، عقد رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغّر بهيئته المقلّصة، للبحث في الاقتراح الذي يتبلور في الأمم المتحدة في شأن فرض عقوبات اقتصادية على إيران. وعلى الصعيد البرلماني، قال وزير الدفاع إيهود باراك، أمام لجنة الخارجية والأمن أول من أمس، إن إيران تمثّل تحدياً مهماً جداً لإسرائيل وللعالم، و«سنواجه كل التهديدات، ولا أرى أي تهديد ليس لإسرائيل القدرة على مواجهته».
وشارك في جلسة اللجنة عضو الكنيست آفي إيتام، الذي رأى أن «الوضع الأمني لإسرائيل متأزم، وهي تواجه معركة وجودية. لدي شعور بأن الوضع غير سوي، وتحديداً بسبب العامل السياسي، إذ إن هناك جيشاً كاملاً يجري تأسيسه في غزة وفي لبنان وفي إيران أيضاً».
وقال المحلل العسكري في القناة العاشرة، ألون بن ديفيد، إن «إسرائيل تنظر اليوم إلى عام 2009 كموعد الحد الأقصى لإنتاج القنبلة النووية الإيرانية، وعليه يمكن القول إن تل أبيب، وبدءاً من اليوم، تنظر إلى عام 2009 كموعد لا بد من التحرك خلاله».
ولفت بن ديفيد إلى تزامن انعقاد مؤتمر أنابوليس مع الموضوع الإيراني، حيث إن هذا التزامن يهدف إلى حثّ الأطراف من أجل إحراز تقدم في أنابوليس وفق مقولة «من يريد إحراز تقدم في أنابوليس، لا بد له من إحرازه على المسار الفلسطيني، ما سيسمح للإدارة الأميركية والدول الأوروبية باتخاذ خطوات لمواجهة الخطر الإيراني»، مضيفاً «إن الورقة الفلسطينية هي أحد طرفي المعادلة المذكورة، وتقدم أنابوليس يؤدي إلى مواجهة مع إيران».