حيفا ــ فراس خطيب
انضم «الموساد» و«الشاباك» أمس إلى تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) بالنسبة إلى فرص نجاح المؤتمر الدولي للسلام المقرّر في أنابوليس، معلنة أيضاً أنها «تقترب من الصفر»، ومشيرة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عاجز عن تطبيق أي اتفاق سلام


ذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي أمس أن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية الثلاثة، شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (شاباك) والاستخبارات الخارجية (الموساد)، صاغت وثيقة مشتركة تقرّ بأنَّ «احتمالات تطبيق أي تفاهم يتم التوصل إليه في قمة أنابوليس ستقارب الصفر»، لأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «عاجز عن تطبيق الاتفاقيات».
وجاء في الوثيقة أن «هناك انقطاعاً كلياً بين القيادة الفلسطينية والجمهور. وأن السلطة لا تمتلك أي جسم أمني يستطيع تنفيذ اتفاقيات». ووصفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الحالية بأنَّها «فاسدة، حتى إنها عاجزة عن وقف تجار المخدرات ولصوص السيارات».
وأشارت الوثيقة إلى وجوب اعتبار المؤتمر «فرصة تاريخية» لرفع التأييد الدولي لإسرائيل، عبر مشاركة مندوبين عن العالم العربي، وبحث جزء من القضايا الجوهرية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وذكرت الإذاعة أن الوثيقة جاءت بعد جلسة عقدت في القدس المحتلة، طُلب خلالها من مندوبي أجهزة الاستخبارات تحليل ما إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين في الموضوعات الجوهرية.
وقال مندوب «الشاباك»، في الجلسة، إن «من الممكن أن توافق القيادة الفلسطينية على حل جزئي لقضية اللاجئين، يعود من خلاله 100 ألف لاجئ إلى بيوتهم على مدى عشر سنوات».
وبحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية، فإنه «في حال التوصل الى هذه النتائج في هذا الموضوع، فسيجدون صعوبة في التراجع».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ «السلطة الفلسطينية ستطالب بأن تكون المفاوضات على الحل الدائم خلال ستة أشهر فقط عقب التوقيع على وثيقة مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «المطلب الفلسطيني جاء في وثيقة بلورتها مجموعة دعم طاقم المفاوضات الفلسطيني، التي تعمل مع عضو طاقم المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات».
وطالب الفلسطينيون، في الوثيقة، بأن يكتب في مقدمة البيان الختامي المشترك بين الاسرائيليين والفلسطينيين، أنه خلال ستة أشهر ينفذ الطرفان التزاماتهما في المرحلة الأولى من «خريطة الطريق».
وبحسب الوثيقة، «ستكون اسرائيل مجبرة خلال نصف عام، عقب قمة أنابوليس، على تفكيك المستوطنات النائية والعشوائية ووقف بناء المستوطنات، بناءً على ما التزمت به في المرحلة الأولى من خريطة الطريق».
إلى ذلك، دعا المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، أمس، الولايات المتحدة الى تكثيف جهودها لإنجاح الاجتماع الدولي. وقال «على الولايات المتحدة تحديد آليات تنفيذ وجداول زمنية للتوصل الى حل ينهي الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة جنباً إلى جنب مع اسرائيل وفق رؤية الرئيس (الأميركي جورج) بوش، وحل قضية اللاجئين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه وفق القرار الدولي 194».
وفي القاهرة، أقرّ الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، بـ«وجود عقبات تعترض التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي». وأوضح، خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أن «تلك العقبات يأتي في مقدمها رفضها إيقاف المستوطنات وإزالة البؤر الاستيطانية والإفراج عن الأسرى والمعتقلين وفتح المؤسسات الفلسطينية في القدس إلى جانب إزالة الحواجز لتسهيل حياة الناس، وهو ما نص عليه البند الأول في خطة خريطة الطريق للسلام».