محمد بدير
إسرائيل تخشى خفض الدول الأوروبية لحجم مساهمتها العسكرية في «اليونيفيل»

الترسانة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله هي بين العشر الأوائل في العالم؛ هذا على الأقل ما أفادت به صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، في وقت أعربت فيه مصادر أمنية إسرائيلية عن قلقها من إمكان خفض الدول الأوروبية المشاركة في «اليونيفيل» حجم قواتها ابتداءً من العام المقبل تحت وطأة التهديدات التي تتعرض لها في ظل عدم استقرار الوضع في لبنان.
وكتب المراسل العسكري لـ«يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أن حزب الله «يواصل الانتعاش بسرعة من الضربة التي تلقّاها على يد الجيش الإسرائيلي (في عدوان تموز 2006)، وهو اليوم، يمتلك مخزوناً صاروخياً هو الأغنى من حيث الحجم في العالم».
ونقل فيشمان عن خبراء استخبارات غربيين قولهم إن الحزب، فضلاً عن استكمال النقص الذي لحق بمخزونه الصاروخي جراء الحرب، نجح في الحصول على صواريخ أخرى بفضل المساعدة المكثفة من سوريا وإيران.
وأشار الكاتب، المعروف بعلاقته الوثيقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، إلى أن التقديرات الإسرائيلية ترجّح امتلاك حزب الله لنحو 30 ألف صاروخ من أنواع مختلفة، في مقابل 20 ألفاً كانت في حوزته قبل الحرب، بما في ذلك صواريخ حديثة تم تطويرها بعد الحرب.
وبحسب فيشمان، فإن هذه الترسانة تجعل الحزب «في العشرية الأولى للدول التي تمتلك ترسانات صاروخية»، أمّا في مقايسس «المنظمات الإرهابية والمنظمات شبه العسكرية فإنه يمتلك المخزون الصاروخي الأكبر في العالم».
وتحدث فيشمان عن تمكّن حزب الله من إيجاد السبيل للتكيف مع وجود قوات اليونيفيل في منطقة جنوب الليطاني لجهة القدرة على قصف إسرائيل في أي مواجهة مقبلة. وكتب أنه خلافاً للحرب الأخيرة، التي استخدم فيها الحزب «المحميات الطبيعية» لإخفاء منصاته الصاروخية، يركّز حزب الله اليوم على إقامة البنية التحتية الصاروخية داخل القرى في منطقتي شمال الليطاني وجنوبه، «وهكذا يعود حزب الله إلى العمل وفقاً للنظرية القتالية التي استخدمها في الماضي وأورثها لخلايا القسام في قطاع غزة».
وأوضح فيشمان أن الحزب يستغل في تكتيكه الجديد هذا المصاعب التي تواجهها «اليونيفيل» في العمل داخل القرى، حيث إنها مضطرة إلى تنسيق ذلك مع الجيش اللبناني، ما يعطي هامش مناورة للحزب في هذا المجال.
في هذا الوقت، أفادت مصادر أمنية إسرائيلية، صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، أن «المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تخشى من انخفاض القدرة (العملية) لدى القوات الدولية في جنوب لبنان، وإمكان بدء الدول المشاركة في قوة اليونيفيل بتقليص حجم مشاركتها تدريجاً في العام المقبل».
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هناك عاملين في لبنان يدفعان الدول الأوروبية الى إعادة النظر في مشاركتها، هما «عدم الاستقرار في لبنان والتهديدات المتزايدة في الجنوب اللبناني ضد قوات اليونيفيل من جانب حزب الله وعناصر القاعدة». وأوضحت المصادر أن هذين العنصرين قد يدفعان الدول الأوروبية الى إعادة النظر في مدى مشاركتها في قوة حفظ السلام في لبنان.
وفي سياق الإعراب عن قلقها من حصول ذلك، أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن ألمانيا ستسلم قيادة القوة البحرية العاملة في إطار اليونيفيل في شباط المقبل، وهو «ما يثير الخشية لدى المسؤولين الإسرائيليين من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لخطة تقليص ألمانيا لمشاركتها» في القوات الدولية.
ونقلت الصحيفة عن عدد من مسؤولي وزارات دفاع أوروبية تأكيدهم أن «حكوماتهم تجري نقاشاً حول المسألة، وأنه من المحتمل ألّا يبقى عديد قوات اليونيفيل على حاله خلال السنوات المقبلة»، مشيرةً الى أن بعض المسؤولين الأوروبيين توقعوا «عدم الحاجة الى قوات اليونيفيل بشكل مطلق، إذا استقر الوضع السياسي في لبنان».
وقالت الصحيفة إن «الجيش الإسرائيلي قدم أخيراً شكاوى غير رسمية الى بلدان أوروبية تشارك قواتها في اليونيفيل، أشار فيها الى أن القوات الدولية مشغولة حالياً في حماية نفسها من هجمات محتملة لمجموعات إرهابية في جنوب لبنان، بدلاً من الانشغال بمهمة منع تهريب السلاح وإعادة تعزيز قوة حزب الله».
ووفقاً لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، تابعت الصحيفة، فإن «قوات اليونيفيل، منذ مقتل الجنود الإسبان الستة في الهجوم الإرهابي الذي استهدفهم في حزيران الماضي، تقوم باستثمار معظم إمكاناتها في العمل على حماية جنودها على حساب إنجاز المهمة الموكلة إليها». وبحسب أحد هؤلاء المسؤولين العسكريين، فإن «حزب الله يستفيد من هذا الواقع».
وذكّرت الصحيفة بأن قائد القوات الدولية في لبنان، كلاوديو غارتسيانو، كان قد أعرب عن خشيته على وجود «اليونيفيل» في لبنان، بعدما «حذّر المسؤولين اللبنانيين الذين اجتمع بهم في الأسبوع الماضي في بيروت من أن التوتر الذي يشهده الجنوب اللبناني، إضافةً الى الأزمة السياسية الآخذة بالتعمق في لبنان، قد يدفعان حكومات الدول الأوروبية الى سحب قواتها من اليونيفيل، في أقل من أربعة أشهر».
إلى ذلك، أُعلن في إسرائيل أمس اعتقال شاب مقدسي، ناشط في صفوف الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، «بتهمة محاولة بيع معلومات كاذبة عن الجندي الإسرائيلي غاي حفير، الذي فُقد في هضبة الجولان في1997، بهدف إطلاق سراح شقيقه من السجن».
ويدعى الشاب المعتقل، شادي محمد (26 عاماً) من العيسوية، الذي اعتقله أخيراً جهاز «الشاباك» وقوات خاصة تابعة للشرطة، وتم تقديم لائحة اتهام ضده في المحكمة المركزية في القدس المحتلة امس.
وبحسب لائحة الاتهام، حاول المقدسي المذكور بيع معلومات مفبركة لحزب الله من أجل إطلاق سراح شقيقه سامر (28عاماً)، الذي يقضي حكماً بالسجن حتى عام 2023 بتهمة تنفيذ عمليات ونقل وسائل قتالية، في صفقة تبادل أسرى مستقبلية.



الجيش الإسرائيلي قدّم أخيراً شكاوى غير رسمية الى بلدان أوروبية تشارك قواتها في اليونيفيل، أشار فيها إلى أن القوات الدولية مشغولة حالياً في حماية نفسها من هجمات محتملة لمجموعات إرهابية في جنوب لبنان، بدلاً من الانشغال بمهمة منع تهريب السلاح وإعادة تعزيز قوة حزب الله