strong> محمد بدير
أفادت تقارير إعلامية إسرئيلية بأن دبلوماسيين أجانب حذروا إسرائيل أخيراً، عبر تقارير أرسلوها إلى وزارة خارجيتها، من إمكان انسحاب قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان إذا لم يستقر الوضع السياسي قريباً. وذكرت صحيفة «معاريف» أن التقارير الدبلوماسية التي وصلت إلى تل أبيب تلوح باحتمال أن يأمر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قوة اليونيفيل المؤلفة من 11 ألف جندي بالانسحاب من منطقة عملها جنوبي نهر الليطاني في غضون خمسة إلى ستة أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل لم تتلقّ هذا النبأ بتفهم وأعربت عن تخوفها من حصول فراغ في جنوب لبنان بعد انسحاب «اليونيفيل» ومن اضطرار تل أبيب إلى دفع ثمن ذلك. ونقلت «معاريف» عن مصدر أمني إسرائيلي قوله «في الوقت الراهن، الأمر كلام وهمس، لكن إذا تحول إلى أفعال، فإنه سيحدث فراغاً في جنوب لبنان، إذ لا أحد يتوقع أن يقاتل الجيش اللبناني حزب الله، والثمن سندفعه نحن». وشدّد المصدر على ضرورة «أن تدرس إسرائيل جيداً كيفية التصرف على المستويين السياسي والعسكري إذا خرجت هذه الخطوة إلى حيز التنفيذ».
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة تصريحات لمصدر في القوة الفرنسية المشاركة في «اليونيفيل» أطلقها قبل أيام وقال فيها «إن صلاحية تمديد فترة بقاء القوات الدولية في لبنان تعود للأمم المتحدة، وهي مرتبطة برغبة هذه الدولة أو تلك». وشدّد المصدر الفرنسي على أهمية وجود هذه القوات، لافتاً إلى التغيير الذي أحدثته على الأرض، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى الأخطار التي تواجهها وإلى «الاحتكاكات الدائمة مع عناصر حزب الله داخل القرى».
إلى ذلك، وجّه ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية انتقادات لأداء جنود «اليونيفيل» متهماً إياهم بتراجع فاعلية نشاطهم نتيجة انهماكهم بحماية أنفسهم. وقال الضابط، لموقع «معاريف» «منذ العملية التي نفذها عناصر حزب الله ضد القوات الإسبانية (في اليونيفيل)، الذين كانوا الأكثر حزماً في تعاطيهم مع أنشطة حزب الله في الجنوب، بدأ جنود الأمم المتحدة يشتغلون تحديداً بالدفاع عن أنفسهم، وهو مما أدى إلى تراجع فاعليتهم ».
وأضاف الضابط، بنبرة شاكية، «في البداية كان لدينا انطباع بأن وجودهم سيكون له تأثير، لكنهم لا يتصادمون مع عناصر حزب الله الذين انتقلوا إلى اللباس المدني. وهم أكثر تركيزاً على الكشف وإبلاغ الجيش اللبناني الذي، بحسب وجهة نظرهم، هو المسؤول عن معالجة البنى التحتية وحركة السلاح للمخربين».