علي حيدر
شهدت أنقرة أمس قمّة ثلاثية ضمّت الرؤساء الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شمعون بيريز والتركي عبد الله غول، شدّد بعدها أبو مازن على أن «إسرائيل ستنعم بالسلام إذا ما عقدت سلاماً مع الفلسطينيين وأنهت احتلال الأراضي العربية».
وقال عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع بيريز وغول، «إذا تم السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وانتهى احتلال الأراضي العربية، فإن إسرائيل ستنعم في بحر من السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». وأضاف «إذا حصل ذلك، فلن تقع أي حروب أخرى وستنتهي العداوة وستعيش كل شعوب المنطقة في أمن واستقرار».
ووقّع الرؤساء الثلاثة، على هامش «منتدى أنقرة»، اتفاقاً لإنشاء منطقة صناعية مشتركة في الضفة الغربية. وأعرب بيريز عن ارتياحه لأن «الاتفاق سينشئ وضعاً يستفيد منه الجميع»، مشيراً الى أنه «نال دعم كل أحزاب البرلمان الإسرائيلي».
وألقى بيريز، كلمة باللغة العبرية أمام البرلمان التركي، قال خلالها إن الاجتماع الدولي حول الشرق الأوسط في أنابوليس يمثّل «فرصة تاريخية يجب ألّا تتحول إلى فشل تاريخي». وأضاف «إنها محطة مهمة سيعمل خلالها الجانبان بجدية للتوصل إلى اتفاق سلام ويحدّدان لهذا السلام مساراً». وأكد أن «السلام أولوية بالنسبة الى الدولة العبرية».
كما ألقى عباس أيضاً كلمة أمام البرلمان التركي، دعا خلالها الى «اغتنام فرصة أنابوليس». وأضاف «يجب الاستفادة من هذه الفرصة الاستثنائية». وحذّر من أن «الاستخفاف بهذه الفرصة ستكون له عواقب وخيمة».
وتمهيداً للمؤتمر، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت قادة المستوطنين، الذين عرضوا أمامه مخاوفهم من «تنازلات إسرائيلية» في الضفة الغربية. ونقل رئيس مجلس المستوطنين داني ديان عن اولمرت قوله إن «ما هو مطروح تجميد تام للبناء في المناطق، لكن موضوع البؤر الاستيطانية غير مطروح في المحادثات».
وحذّر ديان من أن «أي إخلاء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) سيمثّل تسونامي لن يبقى المجتمع الإسرائيلي في أعقابه نائماً». وأوضح أن «من يساوي بين إخلاء غوش قطيف في قطاع غزة وطرد 120 ألف مستوطن من يهودا والسامرة لا يفهم أين يعيش».
وفي هذا السياق، شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، للإذاعة الإسرائيلية، على «أن أي اتفاق يبرم في أنابوليس لن يطبّق ما دام تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق لم يتمّ بعد»، التي تتضمن تفكيك البنى التحتية لفصائل المقاومة وتجميد البناء في المستوطنات. وأضاف إنه «أثناء مباحثات (أنابوليس) يجب أن يُعترف بإسرائيل كدولة يهودية وأن يُقال بوضوح أنه لن يكون هناك حق عودة (للاجئين الفلسطينيين) إلى إسرائيل ولكن فقط الى الدولة الفلسطينية حين يتمّ إنشاؤها».
(الأخبار، أ ف ب)