strong> قريع يعلن عن وقف المفاوضات وبوش يقدّم «رؤية محدّثة» خلال المؤتمر الدولي
فشل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في تذليل العقبات التي تعترض بلورة صيغة موحدة لبيان مشترك يُعلَن في مؤتمر أنابوليس، الذي يبدو أن موعد عقده تقرّر الثلاثاء المقبل، رغم عدم توصل الجانبين إلى حل الخلافات العالقة بينهما.
وفيما بدا أن الطرفين سيتوجهان إلى أنابوليس بـ«بيانين» مختلفين، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن التعويض عن هذا الأمر سيكون على الأرجح من خلال الخطاب الرئاسي الأميركي، الذي سيأخذ طابع صيغة محدثة عن «رؤية بوش»، التي كان قد أعلنها عام 2004.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر في مكتب أولمرت قولها أمس إن اللقاء الذي جمع أولمرت بعباس في القدس المحتلة أمس «كان منفتحاً وجيداً». وأضافت أن اللقاء تناول قضايا عديدة، كما «تحدث الفلسطينيون مطولاً عن الجوانب المختلفة لبيان مشترك».
وأشارت المصادر إلى أن تقدماً حصل في المواضيع المطروحة على جدول البحث، مشيرة إلى أن الجانبين «اتفقا على أن تكون خطة خريطة الطريق إطاراً للمفاوضات الراهنة، وأن تكون جزءاً من البيان المشترك، ومن جهة أخرى فإنه لا يزال هناك العديد من القضايا المفتوحة للنقاش وإن طاقمي المفاوضات سيلتقيان مرات عديدة قبل التوجه إلى مؤتمر أنابوليس الأسبوع المقبل». وشددت على أن «هذه ليست أجواء أزمة، بل هناك فجوات في مستوى توقعات كل واحد من الجانبين».
وكانت مصادر فلسطينية وإسرائيلية قد أكدت قبل لقاء أولمرت عباس وجود صعوبات في المفاوضات بين الطرفين من دون أن تستبعد ذهاب الجانبين إلى أنابوليس من دون التوصل إلى وثيقة مشتركة، ويقدم كل جانب بياناً منفرداً.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول في طاقم المفاوضات الفلسطيني قوله إنّ «القمة تحولت إلى حماقة مطلقة لا سبب للخروج إليها»، مشيراً إلى أن السبب الوحيد الذي يدفع السلطة الفلسطينية نحو السفر إلى أنابوليس وعدم إعلانها إلغاء مشاركتها هو «خشيتها من أن تبدو للعالم رافضةً للسلام، كما حدث بعد كامب ديفيد».
وفي إشارة إضافية إلى انسداد الأفق، قال رئيس المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع «إنه لن يجري مزيداً من المحادثات مع نظيرته الإسرائيلية (تسيبي ليفني) بعدما فشلت محادثات يوم السبت في تحقيق تقدم بشأن التوصل إلى وثيقة سياسية مشتركة». وأضاف أنه «لا يتوقع الآن طرح وثيقة مشتركة على المؤتمر»، مشيراً إلى أن المفاوضات انتهت من دون أن تحقق النتائج المرجوة.
وفي ظل تعثر مسعى جسر الهوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، برزت معطيات تفيد بإمكان اللجوء إلى مخرج ينتشل الجميع من المأزق عبر التركيز على الخطاب الذي سيلقيه بوش، بحيث يحل مكان البيان المشترك إن لم يتم التوصل إليه. ووفقاً لما ذكرته صحيفة «معاريف» أمس، فإن الخطاب سيتطرق إلى كل القضايا الخلافية والأساسية، وسيكون بمثابة تطوير لرؤية بوش حيال القضية الفلسطينية.
وفي التفاصيل التي نشرتها الصحيفة، فإن خطاب بوش، الذي وصفته بـ«رؤية بوش 2»، لن يتضمن أي خروج عن الالتزامات التي قطعها الرئيس الأميركي تجاه إسرائيل، وسيكون «أكثر حزماً وتفصيلاً بالنسبة إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية وقضايا الحل الدائم كمشكلة اللاجئين والحدود والقدس، فضلاً عن الترتيبات الأمنية». وبهذا المعنى «سيكون بوش هو من يلامس هذه القضايا ويخرج الكستناء من النار بدلاً من الطرفين، اللذين ليس بوسعهما فعل ذلك في هذه اللحظة».
وتضيف الصحيفة أنه يحتمل أن يتضمن خطاب بوش أيضاً دعوة إلى تسوية النزاع بين إسرائيل وسوريا، وذلك في محاولة لجلب السوريين إلى هناك على مستوى عالٍ من التمثيل.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت في وقت سابق أمس على إطلاق سراح 441 أسيراً فلسطينياً، بينهم 425 أسيراً من الضفة الغربية و16 أسيراً من قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنه «لم يتم تغيير معايير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ولم يُطلَق أسرى أدينوا بتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين».
وقال موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي أعرب أمام عدد من الوزراء عن معارضته إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لكنه لم يتحدث بهذه الروح أثناء اجتماع الحكومة.
وكما كان متوقعاً، تعهد أولمرت خلال اجتماع الحكومة إزالة بؤر استيطانية عشوائية ووقف البناء في المستوطنات ووقف مصادرة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية بموجب التزام إسرائيل في المرحلة الأولى من خريطة الطريق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «إسرائيل ستنفذ التزاماتها في خطة خريطة الطريق، ولن تبني مستوطنات جديدة في الضفة، وستزيل بؤر استيطانية غير قانونية، ولن تصادر أراضي». وأضاف: «في الوقت نفسه، تتوقع إسرائيل من الفلسطينيين أن ينفذوا التزاماتهم، وخصوصاً في مجال الأمن»، مشدداً على أنه «لن يكون هناك تقدم في مواضيع أخرى قبل استكمال المرحلة الأولى من خريطة الطريق». وتابع أنه بعد المؤتمر الدولي في أنابوليس «ستبدأ مفاوضات حثيثة مع الفلسطينيين ستتناول المواضيع الجوهرية جداً من أجل الوصول إلى حالة دولتين الواحدة إلى جانب الأخرى».
وسعى أولمرت إلى خفض سقف التوقعات من المؤتمر. وقال إنه «لا يجب التقليل من أهمية اللقاء الدولي الذي بادر إليه رئيس الولايات المتحدة، لكن لا يجب المبالغة في أهميته». وأردف قائلاً: «بطبيعة الحال سيرافق المؤتمر انعدام الاتفاق ونقاشات، لكن المفاوضات الحقيقية ستجري بعد أنابوليس من أجل إنهاء الصراع وقيام دولتين قوميتين لكلا الشعبين».
(الأخبار، يو بي آي، رويترز)



الحكومة الإسرائيلية صدّقت على إطلاق سراح 441 أسيراً فلسطينياً، بينهم 425 أسيراً من الضفة الغربية و16 أسيراً من قطاع غزة، وأولمرت يتعهد إزالة بؤر استيطانية عشوائية ووقف البناء في المستوطنات ووقف مصادرة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية