حيفا ــ فراس خطيب
تروّج إسرائيل، منذ قيامها، مقولة «اليهود في خطر»، لضرورة استجلابهم إلى داخل حدودها، مشيرةً إلى أنّهم «ضحايا»، وهذا ما حرّك منظّمات يهودية دولية، لمطالبة الأمم المتحدة والعالم اليوم بـ«الاعتراف بحق اللاجئين اليهود»، وتحديداً قبل مؤتمر السلام الدولي في أنابوليس.
وادّعت المنظمة اليهودية، «العدل لليهود في الدول العربية»، أنّها تمتلك «وثائق» و«محاضر جلسات» تابعة للأمم المتحدة، «تثبت أنّ الدول العربية، وبتخطيط من الجامعة العربية، شغّلت برامج إحباط وملاحقة منظمة بعد قيام دولة اسرائيل».
وتطالب المنظمة، بطبيعة الحال، بـ«الاعتراف بمئات آلاف اليهود الذين تركوا الدول العربيّة قادمين إلى إسرائيل، بأنّهم لاجئون تماماً مثل الفلسطينيّين»، وتشدّد على ضرورة لفت الأنظار إلى قضيّة «الاجئين اليهود»، بدلاً من تركيز الدعم الدولي على قضية «اللاجئين الفلسطينين».
الوثائق الجديدة، التي يدّعي مسؤول المنظمة ستينلي أورمان كشفها، عبارة عن محاضر جلسات دوّنت خلال لقاء 7 دول في الجامعة العربية عام 1947. وهو يدّعي أنّها تضمّنت «دعوة لاتّخاذ خطوات بحق اليهود الذين يعيشون في تلك الدول»، بينها «دعوات لاعتقال اليهود، وحرمانهم من أملاكهم، وتشجيع أعمال عنف بحق من يقرّر البقاء في الدول العربيّة».
ويضيف أورمان أنّ القرارات التي اتّخذتها الدول العربية «لم تبق حبراً على ورق»، مشيراً إلى وجود وجه شبه بين «ما كان على أرض الواقع وبين قرارات الجامعة العربية في حينه».
وفي السياق، لفتت صحيفة «معاريف» إلى أنّه خلال السنوات العشر الأولى لقيام إسرائيل، غادر الدول العربية ما يقارب 97 في المئة من السكاّن اليهود «تاركين وراءهم أملاكاً بمئات ملايين الدولارات».
ويقف وراء هذه المطالب وزير العدل الكندي السابق، إيرفين كوغ لتر، الذي طالب بالاعتراف بهؤلاء اليهود بأنّهم «لاجئون». وقال: «هذا ليس سؤالاً مالياً، بل تصحيح للذاكرة». وأوضح أنّ الجهود ستتّجه أساساً نحو الأمم المتّحدة من أجل «تعديل» الوضع القائم، وخصوصاً أنّ «شكاوى» الفلسطينيّين «تحظى بالاهتمام دائماً، فيما الجانب الإسرائيلي يحظى بالاستنكارات فقط»، مشيراً إلى أنّ «هناك ذكر كما يجب للّاجئين الفلسطينين، بينما لا يوجد ذكر للّاجئين اليهود».
ولا يُخفي القيّمون على الحدث أنّ «كشف» الوثائق «لا يأتي صدفة». ويقول أورمان: «أردنا إثارة الموضوع في هذه الآونة تحديداً، قبل مؤتمر أنابوليس، من أجل التأكّد من أنّ الموضوع سيكون في مركز الاهتمام الدولي، كما يجب أن يكون».
ومن أجل تدعيم ادّعاءات المنظّمة اليهودية، نقلت «معاريف» قول حاخام يهود سوريا، إبراهام حمرا، إنّ السوريّين سنّوا قوانين «تقيّد يهود سوريا». وأضاف أنّ «كلّ اليهود الذين هربوا من سوريا بين عامي 1947 و1991، بيوتهم مغلقة، ولم ينالوا أيّ تعويضات حتى اليوم. والأمر يسري على كلّ يهود الدول العربية الذين أُجبروا على ترك المكان. كما حصل مع الفلسطينيين، حصل أيضاً مع اليهود. إسرائيل استوعبت يهوداً من الدول العربية، والدول العربيّة استقبلت فلسطينيّين».